لم يسبق ليمناه، أو لرأسه أن عرفت طريق الشباك، لكنه بشماله رسم كل أشكال الأهداف، قبل أن ينقل عدوى التهديف لزملائه، فصانع الألعاب البرازيلي مارسيلو كماتشو، أكثر لاعبي الوسط «جوداً»، ذلك أن تحركه يكفي لتحريك «القلعة» بأكملها، وعلى رغم ثباته إلا أنه يلدغ واقفاً، وحتى سهامه التي لا تصيب الخصوم... «تدوشهم»، أحب الذهب فأحبه، فصاحبه في جميع رحلاته، أهدأ اللاعبين وأكثرهم إزعاجاً، فمتى وجدت هدافاً، ابحث عمن خلفه تجد كماتشو. هذا العام قاد مارسيلو فريقه الأهلي للمحافظة على بطولة كأس الملك للأبطال بعد أن أزاح الفيصلي والهلال، قبل أن يقتل أحلام النصر برباعية في المباراة الختامية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين، ليحقق الأهلي بطولته الثانية، لكنها الثالثة من النوع ذاته في رصيد كماتشو، ليكتب اسمه في التاريخ كأكثر لاعب يحرز اللقب، والوحيد الذي حققه مع فريقين مختلفين، ويتوج مسيرة عام مميز مع «القلعة»، إذ قدم خلاله دروساً في فنون كرة القدم. تقول أرقام الفريق في الدوري السعودي إن كماتشو سجل خلال 24 مباراة لعبها البرازيلي ابن ال32 عاماً، ستة أهداف بقدمه اليسرى، جاء أبرزها من كرات ثابتة، ليتحول سريعاً إلى خطر يهدد حراس المرمى امام كل كرة ثابتة، لكن كماتشو صنع 12 هدفاً، سجلت منها ثلاثة بالقدم اليمنى، وأربعة بالأخرى، ومثلها بالرأس، حتى أصبحنا نشاهده يصنع من كل اتجاه، ومن حيث لا ينتظر أحد، وعلى رغم أنه أبرز من ينفذ ركلات الجزاء، إلا أنه اختار الابتعاد عنها مع الأهلي، لينهي موسمه الأول من دون أية ركلة جزاء، لكن كل هذه الأرقام قاصرة، خصوصاً أنها لا تأتي على ذكر ما قدمه اللاعب في البطولة القارية أو البطولات المحلية الأخرى التي شارك فيها اللاعب سواء من الأهداف أو الكرات التي صنعت لغيره فرصة التهديف. بعد أن قدم موسماً مميزاً في الملاعب السعودية مع الهلال والشباب زينها بالألقاب والإنجازات، عاد كماتشو ليستنسخ التجربة ذاتها مع «الملكي»، ويحرز لقبه الأول معه.