استاءت مكاتب هندسية سعودية من ضبابية تعامل «أرامكو» في إتاحة الفرصة لها ولشركات القطاع الخاص لتصميم وبناء ال11 مدينة رياضية في مناطق المملكة، التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها أخيراً. وكشف رئيس هيئة المهندسين المهندس حمد الشقاوي ل«الحياة» أن المكاتب الهندسية السعودية التي دعت إلى لقاء «برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة» في «غرفة تجارة الشرقية» أخيراً، استاءت وبدا عليها عدم الرضا مما تم طرحه في اللقاء بحسب اتصالات هاتفية وردت إليه من أصحاب المكاتب. وقال الشقاوي: «وردتني اتصالات من مكاتب سعودية هندسية حضرت اللقاء تفيد بعدم رضاهم عما تم طرحه، ويوجد استياء عارم وضبابية فالصورة غير واضحة، إذ يقال في بعض الأحيان إن التصاميم جاهزة، ومرة يقال إن الشركات الأجنبية التي تعمل حالياً مع أرامكو ستضع الفكرة المعمارية وستراجعها الجامعات في كل منطقة، وبذلك لم تستفد المكاتب الهندسية». وبيّن الشقاوي أن المهندسين السعوديين الشباب أولى من غيرهم ولهم اليد الطولى في تصميم مثل تلك المشاريع العملاقة والإشراف على تصميمها وتنفيذها وصيانتها مستقبلاً وتشغيلها وإدارتها، إذ تعتبر فرصة منحها الملك عبدالله ل«أرامكو» لإداراتها، والتي لا يمكن لأحد التشكيك فيها، وأن يستفيد من تجربتها. وفضل الشقاوي أن تمنح الفرصة للمكاتب السعودية لأن اللقاء في الغرفة التجارية يوحي بأن المكاتب ليس لها أية فرصة في مشاريع الملاعب، متسائلاً: «لماذا جمعتهم أرامكو إذاً؟ فمن الأفضل إيجاد مسابقة معمارية مفتوحة لجميع المهندسين السعوديين وتدعى لها مكاتب عالمية للمنافسة، ونقول لهم: الميدان يا حميدان». وأشار إلى أن «أرامكو» يمكن أن تساورها بعض الشكوك في إمكانات المهندسين السعوديين بقدرتهم على الإبداع في التصميم أو غيرها، مقترحاً أن تقام مسابقة معمارية في تنفيذ ال11 ملعباً تشارك فيها المكاتب السعودية، وتدعي لها مكاتب عالمية للمشاركة من أجل إيجاد العدل والتوازن. وأوضح الشقاوي أن الحضور في اللقاء فاق 500 شخص ولم تتسع لهم القاعة، ما بين مقاولين ومكاتب استشارية ومهندسين، لكنهم خرجوا منه محبطين جداً بسبب أن العرض الذي قدمته «أرامكو» ليس لهم منه نصيب، وأنها اتخذت قرارها مسبقاً ولا يمكن لهم أن يشاركوا فيه، لافتاً إلى إمكان توفير فرصة للمنافسة من دون أي التزام على «أرامكو» من طريق المسابقة المعمارية. يذكر أن عدد المكاتب الهندسية المسجلة لدى الهيئة السعودية للمهندسين بلغ 2150 مكتباً ومنشأة هندسية استشارية، وعدد المكاتب الهندسية المملوكة فردياً وصل إلى 1800 مكتب، في مقابل 200 ألف منشأة مسجلة عاملة في قطاع المقاولات والإنشاءات.