حظيت الأسرة السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين باهتمام خاص، إذ قامت مؤسسة العنود الخيرية بتنظيم فعاليات أسبوع الأسرة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة في مكتب الإشراف النسائي في منطقة الرياض، ويعتبر هذا النشاط امتداداً لمفهوم التكافل الاجتماعي، وتخللت الفعاليات محاضرات متنوعة عن الأسرة والإرشاد الأسري والعنف الأسري، وعن واجبات ومسؤوليات مراكز التنمية الاجتماعية في تطوير الأسرة، وعن تجربة الاحتضان القائمة حالياً . كما تم تطوير الخدمات في وحدات الإرشاد الاجتماعي، التي تهدف إلى تفعيل إسهامات وزارة الشؤون الاجتماعية الوقائية والإرشادية، وذلك من خلال استقبال المشكلات الاجتماعية (الأسرية والفردية)، وتقديم الحلول الملائمة لها، وفق منظور علمي يتوافق مع الثوابت والأطر المرجعية للمجتمع السعودي، وتقديم استشارات مجانية عبر الهاتف المجاني، وتوفير إرشادات وبدائل مناسبة وقابلة للتطبيق العملي لأنواع المشكلات التي تعترض الأفراد، سواء كانت هذه المشكلات أسرية أم شخصية أم نفسية أم دراسية أم أخلاقية، كما تم فتح سبيل آمن للتعامل مع المشكلات الاجتماعية في مهدها، وبما يمنع أو يقلل من أضرارها المترتبة عليها لو تفاقمت، ويتيح الفرصة للإفصاح عما في أنفسهم، والتخلص من الضغط النفسي الذي ربما لا يجد بعضهم متنفساً لإظهاره إلا من خلال الوحدة أو ما يماثلها. وقد أسهمت بتنمية الوعي الاجتماعي في المجتمع، من خلال تأدية الوحدة للرسالة المنوط بها، ومحاولة وقاية المجتمع من الآثار المترتبة على زيادة المشكلات الاجتماعية وتطورها، وذلك من خلال الكتيبات والمطويات التي تصدرها الوحدة. وتتعامل هذه الوحدات مع فئات مستهدفة أهمها: الأسر المعرضة للتفكك بأشكاله المختلفة، والأرامل والمطلقات اللواتي لا يستطعن السيطرة على الأبناء، والآباء الذين يفتقدون التوجه السليم للتعامل مع أبنائهم، والمتزوجون الجدد الذين يحتاجون إلى توجيهات خاصة بالتعامل والعلاقة الزوجية، والفتيات والشباب الذين تعرضوا للانحرافات السلوكية والأخلاقية، وأسر السجناء الذين يعانون من غياب أحد الوالدين وغياب العائل في الأسرة، وأسر متعاطي المخدرات والمسكرات، الذين يحتاجون إلى الرعاية الاجتماعية، إضافة للأسر التي تعاني من المشكلات الناتجة من الفقر والبطالة والمرض الطويل. كما أنشأت الوزارة العديد من مراكز التنمية الاجتماعية في العديد من المناطق، حتى بلغت أكثر من 28 مركزاً موزعة في أنحاء البلاد، وهي تهدف إلى تقديم الخدمات الاجتماعية لكل الفئات في الأسرة من الشبان والفتيات، إذ تقوم هذه المراكز بالدراسات والبحوث التطويرية، ومن خلال أقسام التوعية والإرشاد تهدف إلى نشر الوعي المجتمعي، وتحث على مشاركة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية في الفعاليات التوعوية المختلفة، التي تخدم شرائح المجتمع مثل: أسابيع الخدمة العامة المسابقات الحملات المكتبات الدورات مراكز الهوايات برامج خدمة البيئة برامج المسنين والمعوقين برامج الطفولة برامج الأسرة برامج المرأة. تشجيع برامج الأسر المنتجة في تصنيع الأغذية، وممارسة الحرف التقليدية، وتصنيع المنتجات المحلية. ومن خلال برامج الأنشطة تقوم هذه المراكز باستثمار أوقات الشباب وكبار السن بالبرامج والأنشطة النافعة، وتنظيم برامج خدمة البيئة والمعسكرات والرحلات، وإنشاء الأندية الاجتماعية ومقرات الأنشطة، وتجهيز الملاعب والصالات المناسبة، وتوفير مستلزمات الأنشطة المختلفة، وتنظيم الدورات التدريبية والأنشطة الرياضية والثقافية والصحية والزراعية والترفيهية، التي تدعو الحاجة إليها بالتنسيق مع القطاعات الحكومية والأهلية. أما الأقسام النسائية، فهي تهتم بإكساب السيدات والفتيات بعض المهارات الأساسية التي تحتاجها مثل: التفصيل والخياطة والطهي والتدبير المنزلي والأشغال الفنية والتجميل وتنظيم الدورات التدريبية المختلفة لاستثمار أوقات الفراغ، وإعداد المرأة للحياة الزوجية والعملية، والعمل على تماسك الأسرة وترابط المجتمع، بتقديم الأنشطة والبرامج المناسبة، وتنمية مهارات الأطفال وقدراتهم البدنية والعقلية واللغوية، وزرع القيم الإسلامية والاجتماعية والعادات الحميدة، وتقوية الانتماء الوطني عن طريق رياض الأطفال والأندية الصيفية والمكتبات والمسابقات برامج الترفيه ومراكز الرعاية النهارية وأندية الموهوبين وأندية الهوايات، ودعم أي مشاريع نسائية أخرى تدعو الحاجة إليها. وفي مجال رعاية الأطفال الأيتام، أنشأت الوزارة برنامجين للأسر الكافلة والأسر الصديقة، تقوم الأسر الكافلة برعاية اليتيم رعاية كاملة ودائمة، تحقق له الأمان النفسي والإشباع العاطفي، وتكسبه العادات والقيم الاجتماعية وفق الضوابط الشرعية. أما الأسر الصديقة، فمن خلالها يتم تعويض الأطفال الذين لم تسنح لهم فرصة الاحتضان بأن يسلموا لأسر طبيعية في المجتمع، بهدف استضافتهم للأطفال خلال فترة محدودة، مثل الإجازات والعطل الأسبوعية، ثم يعاد الطفل للدور الاجتماعية بعد انقضاء الإجازة.