أثارت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على "سد الموصل" الضخم اليوم الجمعة، مخاوف من لجوء التنظيم المتشدد الى استخدام المياه المخزنة خلفه لاغراق مدن عراقية بينها بغداد، بعدما اقدم على خطوة مماثلة عندما سيطر على سد الفلوجة خلال هجومه الاخير في العراق. وفي حال فتح السد أو تدميره، يستطيع "داعش" إغراق الموصل وحتى بغداد. ويعتبر سد الموصل أكبر سدود العراق والرابع في العالم، اذ تقدر سعته بثلاثة تريليون برميل، الا أنه يعاني ومنذ بنائه في 1980 من مشكلات تجعله معرضا للانهيار عند أي لحظة وفق تقرير أميركي صدر العام 2007. الأمر الذي دفع السلطات العراقية المعنية الى حقنه سنوياً ب 50 الف طن من الإسمنت السائل لضمان بقائه متماسكاً. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تشرين الأول (اكتوبر) 2007، إن "المسؤولين الأميركيين تنبهوا الى ان انهيار السد قد يتسبب في مقتل ما يزيد عن نصف مليون شخص غرقاً، اذ سيغرق محافظة الموصل ب 65 قدما (19 مترا) من المياه وبعض مناطق العاصمة بغداد ب 15 قدماً (4.5 متر)". وعدا عن التهديد بإغراق الموصل أو بغداد، أصبح بإمكان "داعش" المفاوضة على حق العراقيين في الحصول على المياه، لان بإمكانه قطع المياه عن المدن العراقية، بهدف تهجير سكان المدن والقرى التي تتغذى منه. واعتبر التقرير الاميركي أن "سد الموصل هو أخطر سد في العالم، اذ أن مشكلة صغيرة قد تؤدي الى انهياره"، وهذا يعني ان هناك خطورة كبيرة في حال حاول الجيش العراقي قصف قوات "داعش" في محيطه. وكان رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي أعلن أن "مسلحي داعش سيطروا على سد الموصل بشكل كامل"، كما أكد الناطق بإسم قوات البشمركة الكردية سيطرة التنظيم الإسلامي المتشدد على السد.