تمكّن أحد الباحثين السعوديين المحتضن في حاضنة بادر للتقنية الحيوية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، من تطوير منتج حي يستخدم مواد أولية طبيعية من قشرة الروبيان لمقاومة البكتيريا ومسببات تلوث الجروح، التي تؤدي إلى بتر الأطراف، خصوصاً لدى مرضى السكري، ما دعا شركة الروبيان الوطنية إلى توقيع عقد تمويل مع الباحث. وأوضح المحتضن الدكتور خالد الربيعان أن العمل على تطوير هذا الاختراع استغرق نحو أربع سنوات، بذل فيها فريق البحث العلمي جهداً كبيراً حتى توصل إلى مواد خام طبيعية تستخلص من قشرة الروبيان وتساعد في إنتاج ضمادات طبية مبتكرة لمقاومة البكتيريا ومسببات تلوث الجروح، التي تؤدي إلى بتر الأطراف، خصوصاً لدى مرضى السكري، الذي يعتبر من أكثر الأسباب المرضية التي تؤدي إلى بتر الأطراف في المملكة. من جهته، أشار المدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبدالعزيز الحرقان إلى دور برنامج بادر في تطوير التخطيط التجاري والعمل المؤسسي للاختراع، إضافة إلى توفير أفضل المعامل الحديثة والمتطورة لمساعدة المخترعين والمبتكرين في تطوير اختراعاتهم، موضحاً أن البرنامج طوّر مجموعة من آليات ووسائل تمويل الابتكار والاختراع في ظل عدم وجود مؤسسات متخصصة في دعم وتمويل الاختراعات السعودية، إذ نجح في تأسيس شبكة المستثمرين الأفراد في الرياضوجدة، وصندوق الاستثمار الجريء. وأضاف أن برنامج بادر يضم حالياً أكثر من 60 محتضناً، واستفاد من خدمات البرامج الأخرى أكثر من أربعة آلاف مستفيد في ورش العمل والمحاضرات والدورات التدريبية، وأنه لا توجد في الوقت الحالي مؤسسة متخصصة لتمويل مشاريعهم غير القنوات التي طورها برنامج بادر لحاضنات التقنية، لافتاً إلى أن الاتفاق بين شركة الروبيان الوطنية والمحتضن الدكتور خالد الربيعان إحدى نتائج هذه الجهود لتحقيق نتائج مميزة تسهم في خدمة القطاع الطبي السعودي. وكانت شركة الروبيان الوطنية وقّعت مع الدكتور خالد الربيعان عقد تمويل لدعم المشروع، لتنمية وتطوير هذا الاختراع السعودي لخدمة القطاع الطبي السعودي بشكل عام ومرضى السكري بشكل خاص. من جهة أخرى، حصل باحثان سعوديان على براءة اختراع أميركية، بعد توصلهما إلى تركيبة مطورة للطلاء تتميز بمقاومة عالية للخدش والتآكل، ما يؤهلها للاستخدام في صناعة السيارات والآليات والمفروشات. وذكرت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في بيان أمس، أن الباحثين في «المدينة» الدكتور محمد عبدالله باحطاب والدكتور أحمد علي بصفر، حصلا على براءة اختراع أميركية، بعنوان «تطوير دهانات بتقنية النانو من مركبات البوليمرات والسيليكا النانوية باستخدام الترددات فوق الصوتية والمعالجة بالإشعاع»، مشيرة إلى أن براءة الاختراع تضمنت تطوير نوعين من المركبات المعتمدة على مادة البولي يوريثان القابل للذوبان في الماء وكذلك البولى يوريثان القابل للذوبان في المذيبات الكيميائية، مع استخدام حبيبات السيليكا النانوية وحبيبات الألومنيوم النانوية مع المضافات الكيميائية. وأضافت أن الباحثين توصلا إلى تركيبات متقدمة عبر دراسات مستفيضة لتركيبات مختلفة ثم توصيفها من ناحية مقاومة التركيبات للخدش والتآكل ودرجات الحرارة العالية، وتم استخدام الترددات فوق الصوتية لتوزيع الحبيبات النانوية بشكل متجانس في البوليمرات، ثم استخدام الأشعة فوق البنفسجية في المعالجة النهائية للتركيبات المطورة. وأشارت إلى أن تركيبات الدهانات المطورة تتميز بمقاومة عالية للخدش والتآكل، ما يؤهلها للاستخدام في صناعة السيارات والآليات والمفروشات، كما تدعم براءة الاختراع فرص استخدام تقنية الإشعاع في صناعة الدهانات في المملكة، إذ لا تستخدم هذه التقنية في الوقت الراهن على رغم مميزاتها في تصنيع منتجات متقدمة وفي حماية البيئة من المضافات الكيميائية السامة المستخدمة في صناعة الدهانات التقليدية، لافتة إلى أن شركات الدهانات الوطنية وشركات صناعة السيارات والآليات والمفروشات يمكن أن تستفيد من هذا الاختراع.