أكدت والدة الفتاة عهود والتي قامت بطعن والدها ثلاث طعنات حتى الموت ل «الحياة»، أن سبب إقدام ابنتها (17عاماً) على طعن والدها هو تحرشه بها مرات عدة، إذ كان يعمد إلى لمس مناطق حساسة من جسدها، وبطرق فاضحة، كاشفةً عن شكاويها المتكررة من معاملة أبيها السيئة وضربه المبرح لها، والذي كانت تظهر آثاره في الكدمات التي أصابتها. وأضافت: «طلبت منها الذهاب إلى المستشفى لعلاجها وتوثيق حالتها لدى الشرطة، إلا أنها كانت ترفض، خشية أن تعيدها الشرطة إلى والدها»، مؤكدةً وجود صور تثبت حالة الضرب والتعنيف التي كانت عهود تتعرض لها على يد والدها. وحكت والدة عهود تفاصيل الحادثة، إذ تقول: «أتت عهود إلى زيارتنا، ثم عادت إلى منزل والدها يوم الجمعة، وفي فجر يوم الأحد الماضي أقدم والدها على التحرش بها جنسياً، ولم تستطع الدفاع عن نفسها، ما جعلها تنتظره حتى يخلد إلى النوم لتغافله بثلاث طعنات بالسكين واحدة في الرقبة واثنتان تحت القلب، وكان ذلك حوالى الساعة الرابعة فجراً، ثم خرجت إلى الشارع واستوقفت سيارة أجرة لتقلها إلى منزل والدتها، ولكنها توقفت في منتصف الطريق، إذ لم تتمكن من تذكر موقع المنزل من شدة الارتباك والخوف، ما جعلها تطلب من سائق سيارة الأجرة الاتصال بجدها لأمها والذي حضر مع والدتها لأخذها، وبعد ذهابهم للمنزل، اتصلنا بعمها، الذي يعمل في المباحث الجنائية، وأخبرناه بأننا سنتصل بالشرطة لإبلاغهم بالحادثة، ولكنه طلب منا التريث ريثما يستطلع الأمور، وبناء على حديثه، لم تتبلغ الشرطة بالحادثة، إلا أننا فوجئنا برجال المباحث مساء يوم الأحد الماضي وقد حضروا للقبض على عهود». وأضافت: «إن ضابط التحقيق التابع لشرطة النزهة سأل عهود عن السبب الذي دفعها إلى طعن والدها، فأجابت بأنها أقدمت على طعنه بسبب تحرشه بها، وبعد سماعه إجابتها طلب إدخالها إلى السجن على الفور، ومن ثم نُقلت إلى دار الفتيات في مكةالمكرمة، مع منع الزيارة عنها في ذلك اليوم، حتى يتم التحقيق معها». وعادت والدة عهود إلى سرد تفاصيل عن حياتها مع والد ابنتها الذي أنجبت منه ثلاث فتيات وصبياً، كانت أكبرهم عهود وذلك قبل 17 عاماً، مؤكدة أنه كان يعمد إلى تعنيفها وضربها، ما أجبرها على مغادرة منزله إلى أهلها مرات عدة، حتى طلبت منه الخُلع قبل ما يقرب من سبع سنوات، وهو ما تم لها بالفعل. وزادت: «بدأت بعد ذلك معاناة الحضانة لأكثر من أربع سنوات، حصلت بعدها على حكم يمكنني من رؤية ابنتي الصغيرتين وعهود إحداهما، مدة 48 ساعة أسبوعياً، وكنت أذهب لأخذهما من إدارة الحقوق المدنية، بينما لم يتمكن البقية وهما ابنتي وابني الصغير من رؤيتي خشية بطش والدهما، و كانوا يمكثون مع الخادمة في المنزل، ولم أتمكن من رؤية عهود إلا قبل سنتين». من جهة أخرى، ذكرت جدة عهود لوالدتها أنهم تمكنوا من زيارة عهود في دار الفتيات، وهي بصحة جيدة، ولكنها منهارة نفسياً، وهي تقبع في حبس انفرادي. وأكدت أنها لم تكن المرة الأولى التي يتحرش فيها الوالد بابنته، بل هي المرة الرابعة، لافتةً إلى أن عدم إبلاغهم عن التحرش والضرب المبرح في حقها، كان بسبب خوف عهود من حرمان والدها لها من رؤية والدتها. وأضافت: «كان والد عهود متزوجاً، والزوجة الأخيرة تزوجها منذ شهر، وهي الآن في منزل ذويها بسبب تعنيفه لها، وقبل أن يتزوج بوالدة عهود، كان متزوجاً من أربع نساء، وهن من بنات عمومته وقبيلته، ولكنهن تركنه لسوء معشره، أما ابنتي فهي الزوجة الوحيدة التي عاشت معه 10 سنوات، فيما لم تزد فترة مكوث زوجاته الأخريات معه أكثر من شهر». وأكدت أم الزوجة السابقة للقتيل وجدة عهود، أن علامات ضرب طليق ابنتها المقتول ما زالت ظاهرة على جسد ابنتها، كما أن أسنانها كلها كُسرت بفعل الضرب المبرح، إضافة إلى حلقه شعر ابنتها بالكامل إمعاناً في سوء معاملته لها، علاوةً على ارتكابه جريمة شنيعة في حق ابنته عهود بفض بكارتها وهي ما زالت في الصف الأول المتوسط، إذ كانت ترفض المجيء إلى والدتها. وأشارت الجدة إلى أنه فور انتهاء المشكلة، ستعمد الأسرة إلى عرض جميع البنات على الطب الشرعي للاطمئنان على عذريتهن.