قال الرئيس محمود عباس امس ان اسرائيل «تسعى الى تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الاسلامية والمسيحية». وأضاف في كلمة له في احتفال اقيم في مدينة بيت لحم لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج ان «المدينة المقدسة تواجه اليوم أخطاراً حقيقية، اذ تتواصل محاولات تهويدها وتغيير معالمها الاسلامية والمسيحية». وأوضح ان «الحفريات الاسرائيلية التي تجري في كل ركن من اركانها تشكل خطراً حقيقياً على مبانيها التاريخية ومقدساتها الدينية، خصوصاً المسجد الاقصى». وجاءت اقوال عباس هذه رداً على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اول من امس والتي قال فيها ان «القدس ستظل خارج دائرة التفاوض مع الفلسطينيين»، و «أن من حق اليهود البناء في اي جزء من المدينة». واعتبرت تصريحات نتانياهو تحدياً سافراً لادارة الرئيس باراك اوباما التي تطالب اسرائيل بوقف كل أشكال التوسع الاستيطاني في الاراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدسالشرقية، وذلك تطبيقاً للمرحلة الاولى من «خريطة الطريق» لتمهيد الطريق امام استئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين. وقال عباس: «ان سياسة هدم البيوت الفلسطينية ومصادرتها، وفرض الضرائب الباهظة على مسلميها ومسيحييها، ومنعهم من البناء، انما تهدف الى إجبارهم على النزوح عنها». وأضاف: «ان استعادة الحقوق الفلسطينية غير منقوصة هي مفتاح السلام في الشرق الاوسط»، مؤكداً أن «صنع السلام العادل والشامل يحتاج الى ارادة صادقة، لكن السلام لا يمكن ان يكون أبداً من جانب واحد». وقال ان «على الاسرائيليين ان يدفعوا ثمن السلام بالانسحاب من ارضنا، ووقف كل اشكال الاستيطان الذي يمثل عقبة حقيقية في طريق تحقيق السلام». حرائق المستوطنين من جهة ثانية، اضرم المستوطنون امس النار في عشرات الدونمات الزراعية في اراضي قريتي تل ومادما جنوب نابلس. وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية ان خطوة المستوطنين هذه جاءت على خلفية اخلاء بؤرة استيطانية تدعى «عيدي عاد» مقامة قرب قرية سنجل بين رام الله ونابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس غسان دغلس ان عشرات المستوطنين دهموا حقول القريتين الواقعتين جنوب نابلس وأضرموا النار في عشرات الدونمات الزراعية. واضاف ان عشرة مستوطنين يركبون الجياد ويحملون المشاعل أشعلوا النار في عدد يراوح بين 1500 و2000 شجرة زيتون، علماً ان الزيتون من المحاصيل المهمة التي تدر اموالاً للفلسطينيين الذين يشكون من الهجمات المتواترة على بساتين الزيتون من جانب المستوطنين. وفي وقت سابق أمس، توفي فلسطيني في مستشفى اسرائيلي متأثراً بجروح قالت ناطقة عسكرية اسرائيلية انها ناجمة عن اصابته بأعيرة نارية اول من امس على الحدود مع قطاع غزة بعد ان رفض التوقف عندما امرته دورية اسرائيلية بذلك.