أعلنت الولاياتالمتحدة أمس، ان شركات اميركية تعتزم استثمار 14 بليون دولار في مشاريع تنموية في أفريقيا، لمواكبة «النهوض الاقتصادي في القارة». أتى ذلك خلال «منتدى الأعمال الأميركي – الأفريقي» الذي يُعقد في إطار قمة أميركية – أفريقية تُعتبر سابقة تستضيفها واشنطن، وهدفها تعزيز علاقات الولاياتالمتحدة مع القارة السمراء، بمشاركة حوالى 50 زعيماً أفريقياً، وسط تحديات تطرحها تنظيمات ارهابية، اضافة الى الحضور القوي للصين في القارة، اذ باتت أضخم شريك تجاري لأفريقيا. وشارك في المنتدى الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس السابق بيل كلينتون ومسؤولين اميركيين بارزين ومديرو أكثر من 90 شركة أميركية ضخمة. وقال مسؤول في البيت الابيض ان الاستثمارات الأميركية ستشمل قطاعات صناعية، مثل البناء والطاقة النظيفة والمصارف وتكنولوجيا المعلومات. واضاف: «هذه الاستثمارات ستعمّق المشاركة الاقتصادية الأميركية في أفريقيا، بما يعزّز النمو الذي سيدعم الرخاء في القارة ويفتح أسواقاً ناشئة أمام الشركات الأميركية، ما سيعزز الوظائف في الولاياتالمتحدة وأفريقيا». واشار الى أن المنتدى يتيح لعشرات من الرؤساء الأفارقة لقاء مسؤولين تنفيذين أميركيين وأفارقة. واعتبرت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر أن «هذه الاتفاقات تشكّل دليلاً دامغاً على أن أميركا منفتحة على تعزيز نشاطاتها مع أفريقيا، مع بدء القارة في النهوض اقتصادياً». وتابعت: «في كل يوم يذهب 250 ألف أميركي الى العمل في وظائف تدعمها الصادرات إلى أفريقيا، وهذه الصفقات ستؤدي إلى زيادة الرخاء على جانبَي الأطلسي في الأشهر المقبلة». وما زالت الولاياتالمتحدة أضخم مصدر استثمار في افريقيا، لكن استثماراتها اقتصرت على قطاعي النفط والغاز. في المقابل، عمدت الصين واوروبا الى تعزيز مواقعهما في مجال البنى التحتية والصناعة والتجارة، اذ يبلغ حجم التجارة الصينية مع افريقيا اكثر من ضعفي حجم تجارة الولاياتالمتحدة. وكان رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما حضّ الولاياتالمتحدة على تجديد برنامج يمنح افريقيا مزايا تجارية، بينها إعفاء صادرات من رسوم جمركية ببلايين الدولارات، وتمديد العمل به لمدة 15 سنة. زوما المشارك في قمة واشنطن التي تُختتم اليوم، قال: «تحظى نحو 95 في المئة من الصادرات الأفريقية بمعاملة تفضيلية، بموجب قانون النمو والفرص» الأفريقي الذي ينتهي العمل به العام المقبل. وأضاف في لقاء نظمته غرفة التجارة الأميركية: «نحن على ثقة تامة بأن الولاياتالمتحدة، بإقرارها تمديد هذا القانون، ستدعم التكامل والتصنيع وتطوير البنية التحتية في أفريقيا. أنا على يقين بأن الأميركيين لن يفوّتوا هذه الفرصة». وقال وزير التجارة في جنوب أفريقيا روب ديفيز إن الدول الأفريقية اقترحت توسيع نطاق المنتجات التي يغطيها البرنامج الذي تستفيد منه نحو 40 دولة أفريقية، لتشمل مزيداً من المنسوجات والمنتجات الزراعية. وبلغت قيمة الصادرات المتجهة من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى الولاياتالمتحدة، بموجب قانون النمو والفرص وامتيازات تجارية أخرى، 26.8 بليون دولار عام 2013. في غضون ذلك، اعتبر زوما ان أوباما «كان في امكانه ان يفعل اكثر مما فعل» لأفريقيا، منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة. واستدرك ان كون أوباما اول رئيس اسود «لم يساعده، لأن كثيرين ينظرون اليه من هذا المنظار، وهذا يجبره على ان يكون شديد الحذر». وكان جوزف بايدن، نائب الرئيس الاميركي، حضّ القادة الافارقة على مكافحة «سرطان الفساد»، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بناء «مجتمع مدني قوي، واحترام الديموقراطية ودولة القانون وحقوق الانسان» في القارة. وشدد على ان غالبية شعوب افريقيا تؤيد حصر حكم قادتهم بولايتين، معتبراً أن على القادة «الاحجام عن تعديل الدساتير لمصالحهم الشخصية او السياسية». كما تعهد بأن تواصل واشنطن الدفاع عن «حرية الصحافة».