لم يجد شبان القنفذة أمام غياب مهرجانات الصيف وفعالياتها عن محافظتهم، سوى اللجوء إلى البحر ومحاولة تزجية الوقت الطويل على ساحله، بممارسة صيد الأسماك والعديد من الأنشطة، وإيجاد «كرنفالات» كتلك التي تنطلق مع الإجازة في المدن والمحافظات الكبرى، فهم بدلاً من التحسر على حال القنفذة الكئيبة صيفاً، و «يلعنون الظلام»، يحاولون أن يوقدوا شمعة بجهود ذاتية، حتى وإن كانت لا تصمد طويلاً. وبات مألوفاً أن ترى أبناء القنفذة يتوافدون بكثافة على شاطئ محافظتهم بحلول الإجازة الصيفية، ويقضون فيه أكثر من 10ساعات متواصلة من دون ملل، للتسابق المحموم الذي يجري بينهم حول من يصيد أكبر قدر من الأسماك، متزودين لخوض غمار المنافسة بأدوات بسيطة، لا تزيد على خيط و «طعم» لاستدراج الكائنات البحرية، وإضافة إلى المتعة والتشويق الذي يجده المتسابقون، يعودون في نهاية المنافسة بصيد وفير يكفي لوجبات عدة. ويقول عبدالله الفقيه أحد المداومين على ممارسة هواية الصيد: «افتقاد القنفذة مهرجانات الصيف، جعل أهلها يجتهدون في إيجاد ما يعوضهم عنها، فتجد الشبان يتوافدون بكثافة إلى الشاطئ لممارسة صيد الأسماك، لما يجدونه في هذه الهواية من متعة وتشويق فضلاً عن أنها تعلم الصبر». وأوضح أنه تعلم خلال مزاولته الصيد أنواعاً عدة من الكائنات البحرية، التي تختلف أسماؤها من منطقة إلى أخرى، مشيراً إلى أن الصيد يعلم ممارسيه الاستكشاف، ولافتاً إلى أنهم وجدوا بحيرة في وادي حلي مليئة بالسمك «وأصبحنا نزورها من حين لآخر». أما سليمان القوزي فقال إنهم عندما يرمون بسناراتهم في البحر يدخلون في نقاشات جادة حول الجديد في عالم الصيد والتقنيات والأدوات الجديدة المستخدمة فيه، موضحاً أن أفضل الأوقات للصيد تكون في الصيف، فالسمك يكون قريباً من الشاطئ، معتبراً الشتاء وقتاً غير مناسب للصيد «فالأسماك تستقر في أعماق البحر بحثاً عن الدفء، إضافة إلى تقلبات الجو التي تزداد في ذلك الفصل». ويرى القوزي أن اختيار الطعم الجيد مع مراعاة قوة «الخيط» الذي يربط بعود طويل من أفضل الطرق لممارسة الصيد بأمان، والعودة بغلة وفيرة من الكائنات البحرية المختلفة، معتبراً هواية صيد السمك في القنفذة غير مكلفة بوجود أدوات بسيطة. وأكد محمد القوزي أن الشبان في القنفذة مستعدون لتنظيم مهرجان للصيد، بيد أنهم ينتظرون الإمكانات والدعم متمنين وجود فعالية سنوية في محافظتهم كفعالية «مهرجان الحريد» في جازان، نظراً لتمتع بحر القنفذة بالثروة البحرية الهائلة المتنوعة.