وجهت تربويات «انتقادات» إلى «لائحة العقوبات»، التي أعدتها وزارة التربية والتعليم، لتجاهلها لعدد من المخالفات التي تُرتكب في المدارس، واعتبرن اللائحة «مطاطية»، ما يتيح إدراج المخالفات تحت أي بند من بنودها. وصنفت اللائحة، المخالفات ضمن خمس درجات، تختلف في حدتها وتأثيرها على البيئة المدرسية. وأشارت تربويات، في حديثهن إلى «الحياة»، إلى أبرز مخالفات الطالبات، معتبرات أن «التأخر الدراسي» هو السمة الأولى، مبينات أن هناك طالبات «يرتكبن مخالفات تضع إدارة المدرسة في حيرة، مثل: كتابة أحرف ورموز على أجسادهن باستخدام المشرط، أو التزام الصمت والعزلة. فيما تعمد بعضهن إلى البقاء لفترة طويلة داخل دورات المياه، وبصعوبة نتمكن من إخراج الطالبة منها. وإحداهن كانت تطلب حبوباً مُسكنة أكثر من مرة، خلال اليوم الدراسي». وترفض تربويات، أن يكون «العقاب» مقدماً على محاولة «احتواء» الطالب أو الطالبة. وأكدت التربوية والناشطة الاجتماعية فاطمة حسين، في تصريح ل «الحياة»، حاجة المربي إلى «التحلي بالصبر، وأن تكون لديه القدرة على احتواء الطلبة»، مبينة أنه «حتى في المرحلتين المتوسطة والثانوية، يكون الطلبة بحاجة إلى الاحتواء بعيداً عن العقاب. وهذا ما تسعى له إدارات المدارس، بأن تحل الإشكالات داخلياً»، مستدركة أن هذا «لا ينفي وجوب الحزم في التعامل مع بعض القضايا، وفي بعض المواقف». وأبانت فاطمة، أن «التأخر الدراسي يبدو واضحاً على الطالبات، خصوصاً من تعاني منهن من مشكلات نفسية، يليه العزلة»، مشيرة إلى أن «بعضهن يقمن بالكتابة على أيديهن بالزجاج، أو المشرط، أو بمواد تتوفر في ورش الأعمال الفنية والتفصيل». وانتقدت مستوى تفاعل الأمهات مع المدرسة، «لا يحضرن غالباً، إلى مجالس الأمهات، وحتى حين تعاني الطالبة من إشكالات مدرسية وسلوكية، وقد يكون السبب في عدم الحضور شعورهن بالخجل»، مشددة على أهمية «إشباع الأبناء بالحنان والعاطفة من الوالدين، وبهذا نكون أنجزنا 70 في المئة من الحل الجذري للمشكلة، فحين يفقد الأبناء الحنان والعاطفة من قبل الأسرة، يبحثون عنها خارج أسوار البيت». فيما أكدت مرشدة طلابية (فضلت عدم ذكر اسمها)، أن معاناة المدرسة مع الطالبات «كبيرة». وقالت: «تختلف الحالات النفسية للطالبات، بحسب الظروف التي تعاني منها في المنزل، وقد لا ينصب الاهتمام على الفتاة، بحيث لا يلاحظ أي من أفراد الأسرة التغيرات النفسية لديها، إلا أن البيئة المدرسية تكشف لنا جوانب خفية في شخصية الطالبة»، مبينة أن «50 في المئة من سلوك الطالبة، ومخالفاتها يكون السبب فيها إهمال الأسرة، والنسبة المتبقية بسبب الصديقات». وأضافت المرشدة الطلابية، «نعاني من الإهمال والتقاعس الواضح من قبل بعض الأمهات، حال استدعائهن إلى المدرسة، وتؤكد لنا الطالبة أن والدتها لن تحضر. فيما الأمهات يعِدْن بالحضور، وغالباً لا يلتزمن. ولا يمكن طرح مشكلة الطالبة مع الأم عبر الهاتف. ونحن نفضل اللقاء المباشر، الذي له دور كبير في تقويم سلوك الطالبة، حين تشعر بأن أسرتها تدعمها، وتحرص على تعديل سلوكها». وأكدت ضرورة «ضبط النفس في التعامل مع المراهقات، فالشدة والقسوة لا تجدي نفعاً معهن»، مضيفة «نطالب بتدخل الأسرة في الوصول إلى جذور المشكلة، إلا أن بعض الأسر لا تعير نفسية الفتاة أي اهتمام».