حين اعتبرت أميركا وثائق بن لادن التي حصلت عليها «كنزاً»، كان الكثيرون يعتبرون أنها تبالغ، إلا أنها بعد أن أفرجت في الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في 1 آيار (مايو) الجاري، عن بعض تلك الوثائق، تبيّن أن رجال البيت الأبيض يدركون ما يقولون، خصوصاً إذا ما وُضع في الحسبان أن الذي لم يفرج عنه حتى الآن أعظم وأخطر. إلا أن اللافت أن نصيب «السعودية» منها كان ضئيلاً، مقارنة بحجمها، في خطاب «القاعدة» السياسي الاستراتيجي. غير أن قوة الدولة في السعودية وضرباتها المتتالية للتنظيم، ربما أحبطت بن لادن، فحولت تركيزه إلى نواح أضعف، وأقل خطراً على كوادره مثل اليمن. على رغم ذلك حضرت السعودية في خطابين، أقدمهما حمل تاريخ 22/8/1421ه، والموافق ل 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، أي قبل نحو عام من أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، لكن مضمون الخطاب كشف أن التاريخ أحدث. ففي مضمونه ما يشير إلى احتلال أميركا أفغانستان والعراق، وكل تلك الأحداث جاءت بعد التاريخ المذكور، وربما كان المقصود عام 31 هجري، الموافق ل 2010. الخطاب الذي وقع كاتبه بكلمة «محبك» فقط، دعا بن لادن إلى مراجعة قراره استهداف دول إسلامية وعربية في عمل تنظيمه المسلح، ونصحه بالتركيز على أعدائه الأميركيين. وقال: «هذه رسالة أخ محب لك تعرفه ويعرفك، صحبك في بعض الأعمال والبرامج، وحالت الظروف دون التواصل والاستمرار، ولا يزال حبكم وتقديركم محله سويداء القلب، يفرح لفرحكم ويتوجع لمصابكم، ويشتاق إلى لقائكم...» إلى آخر ما جاء في مقدمة تبجيلية استغرقت صفحة كاملة، لينتقل بعدها إلى صلب الموضوع. وأضاف: «لا شك أن بعد الإنسان عن الواقع يضعف تصوره له بشكل دقيق، ويجعل من الصعب رصد ذلك الواقع بشكل موضوعي، مما يجعل رأيه أحياناً مجانباً للصواب، لأنه اعتمد على معلومات عامة وردت إليه من بعض المحبين والمتعاطفين الذين يخلطون عند النقل بين الأمنيات وما يحبون وقوعه، وبين ما هو واقع فعلاً. (...) ويمكن حل هذه الإشكالية باستطلاع آراء المحايدين بل والمخالفين لمعرفة نظرة الناس ككل وتقييمهم للحدث، لأن التجرد في تصور الأمر يكون لصالحنا وفي خدمة ما نتخذه من قرارات وآراء ومواقف». وتابع: «مما يدرك به المرء ضعفه ونقصه أن يتأمل اجتهادات سابقة له استبان الحق خلافها، وتوقعات كانت أشبه باليقين في نفسه لكنها تلاشت، ولم يتحقق منها شيء، مما يجعله يمحص رؤيته واجتهاده في كل حين. إن الرجوع إلى الحق والعودة عن الرأي السابق عند تبين خطئه، عز وشرف، وهو هدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدي علماء الأمة وقادتها المخلصين، ولا ينقص التراجع من شأن صاحبه، بل يزيده رفعة في الدنيا والآخرة». محاولات أخيرة للتراجع ورصد «محبك» مسيرة بن لادن خلال السنوات ال 10 التي سبقت خطابه إليه، الذي كان أشبه ب «المناصحة» وهي سنوات الجهاد الأفغاني، وحرب الخليج، ثم الإقامة في السودان، ومن ثم العودة إلى أفغانستان حتى ما بعد أحداث (سبتمبر). علق بعدها الكاتب بالقول: «بعد هذا العرض، صاحب هذه المراحل تغيرات وتحولات فكرية لست بصدد الحديث عنها، أو تقييمها، ولكن المقصود هو الحديث عن المرحلة التي نحن بصددها والمراجعة حولها، وهي مرحلة: العمل في البلاد الإسلامية عموماً، وفي الجزيرة خصوصاً». وعدّد صاحب الخطاب المطول، المكون من (9) صفحات، وحمل الرقم (18) بين الوثائق، مفاسد العمل في تلك المنطقة «مثل الإضرار بالجهاد والمجاهدين في جميع الساحات، وبالعمل الخيري على مستوى العالم، وبالدعوة والاحتساب، وإعطاء ذريعة للاتجاهات المنحرفة ودفع مشاريع التغريب والعلمنة إلى الإمام... إلخ». معتبراً تلك الأسباب وعشرات تحت بنودها، كفيلة بإقناع زعيم تنظيم «القاعدة» بالتراجع عن خطته في ما سماه «عملاً» في العالم العربي والإسلامي. وخلُص إلى أنه تبعاً لذلك يقترح على بن لادن «أولاً: أن تُوجهوا بياناً صريحاً واضحاً لكل من يسمع لكم ويقبل رأيكم، بتوجيه العمل وتركيزه ضد رأس الأفعى في عقر دارها أو في المناطق التي تحتلها كأفغانستان والعراق وصرف الجهود إلى هذا الهدف، والبعد عن العمل في البلاد الإسلامية للمحافظة على سمعة المجاهدين وقبولهم لدى الناس، ورفع الضرر الحاصل على المجاهدين والداعمين للجهاد والمناصرين له، ولتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين من العلمانيين والليبراليين الذين استفادوا من هذه الأحداث، واستبقاء نفوس الشباب وكوادرهم وتوفيرها للمعركة الكبرى مع رأس الأفعى. ثانياً: أن تصدر أوامركم لجميع كوادركم والمنتمين إليكم بترك العمل في البلاد الإسلامية بشكل فوري، والانتقال إلى جهاد المحتل في العراق وأفغانستان». وأضاف ثالثاً، وهو: «دعوة عموم المسلمين وبخاصة العلماء والمفكرين والوجهاء ورجال الأعمال للوقوف في صف المجاهدين ضد العدو الأكبر الذي يقف وراء كل مصيبة تنزل على المسلمين اليوم بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك حتى يتبين لعموم المسلمين حقيقة الأنظمة التي تزعم محاربة الإرهاب وتتذرع بتضررها منه، وتظهر التباكي على دماء المسلمين المراقة، ما يجعلها على المحك: هل ستقف في خندق الأعداء وتستمر في دعمهم ضد المجاهدين، أم تقف على الحياد فتخلي بين المجاهدين وعدوهم؟». أُمنية بهدنة مع الخليج! ويبدو أن الخطاب هو الذي قصد زعيم «القاعدة» التعليق عليه في رسالة بعث بها إلى عطية، ضمن (وثيقة 10)جاء فيه: «اطلعت على رسالة صاحب الطيب وردكم عليها، فبدا لي أن الرسالة قد تقبل أن هناك معلومات سُربت لصاحب الطيب بواسطة بعض العلماء الذين لهم صلة بالدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، أو بعض العلماء الذين لهم رأي شخصي تبعاً للرأي العام، بأهمية (استقرار الخليج)، فأرادوا أن يوحوا لصاحب الطيب بخطورة إثارة الوضع في المملكة ليطلب منا ذلك، فأراد هو أن يكتفي بالتلميح، فهذا وجه من الوجوه التي يمكن أن تفهم الرسالة عليها، فأرجو أن تعيد قراءتها قراءة تحليلية وتفيدني بالوجه الذي يترجح لديك، وكذلك ترفق نسخة منها للشيخ أبي محمد»، ما يعني أن بن لادن ربما كان يُمني نفسه بهدنة مع الخليج، على رغم أن الخطاب (وثيقة 18) واضح الدلالة، وبعيد عن أي مغزى سياسي، وليس جديداً في نظرة مشايخ سعوديين كثر، يرون ما ورد فيه الحد الأدنى، فيما ترفض البقية الإرهاب كلية ضد أميركا وغيرها، باستثناء ما يرونه دفاعاً عن النفس من جانب سكان وجيوش الدول التي تغزوها كالعراق وأفغانستان. الوثيقة القنبلة! أما الوثيقة التي يمكن وصفها ب «القنبلة» بالنسبة الى السعوديين، فإنها على النقيض من السابقة، التي كانت نصف إيجابية على الأقل، فهي شهادات وأسماء صريحة من السعودية، تقابلت مع وسيط مباشر لزعيم تنظيم «القاعدة»، وكانت معظم الأسماء أبدت تجاوباً مؤثراً على حد زعم الوثيقة 14. أهمية الوثيقة بالنسبة الى التنظيم، أنها كشفت إرسال المدير التنفيذي للتنظيم عطية الله إياها، ضمن البريد الذي يتلقاه منه أسامة بين الحين والآخر، حاملة توضيحاً من العطية جاء فيه: «يحوي الملف رسائل من أحد الأخوة الثقات، وسيط في الجزيرة، من طلبة العلم على صلة بالمشايخ والعلماء». رسائل الملف، اهتمت أكثر بفرع تنظيم «القاعدة» في العراق وموقف بعض علماء السعودية منه، خصوصاً أولئك الذين اجتمعوا مع بعض منسوبيه سراً في البلاد. وأشار الى الطريقة التي تبناها الوسيط في تواصل مع المشايخ الذين وجد لديهم تعاطفاً مع «القاعدة»، وتبنياً لفكرها ونهجها. وكذلك أفصح عن رد فعل بعض أولئك عندما أطلعهم على رسالة موجهة من زعيم تنظيم «القاعدة» (عبر عطية) إليهم مباشرة. وجاء في إحدى رسائله: «شيخي الحبيب أبو عبدالرحمن (محمود عطية الله). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. لقد التقيت بمجموعة من المشايخ المشهورين الذين وقعوا بيان نصرة أهل السنة الأخير في العراق ضد الصفويين، وسألتهم عن انطباعهم عن بيانك الأخير وبيان الإخوة في دولة العراق الإسلامية، وكذلك عرضت عليهم كلهم رسالتك إليهم باستثناء شخص واحد، وكذلك الشروع في بناء جسور معهم، والتقيت بغيرهم وعرضت عليهم البيان. المشايخ الذين التقيت بهم هم ( كانت الحياة ستحتفظ بالأسماء لولا أنها منشورة في وثائق متداولة) الشيخ عبدالرحمن البراك (الذي تأثر كثيراً برسالتك له)، الشيخ أبو ظفر سعيد آل زعير، الشيخ محمد الهبدان، الشيخ عبدالعزيز الجليل، الشيخ يوسف الأحمد، الشيخ بشر البشر، الشيخ محمد الفراج ذهبت لبيته مرتين وصليت في مسجده ولم يتيسر لقاؤه». وزاد: «المشايخ قالوا لي الكثير من المعلومات المهمة وبعض التصورات عن الأحداث الجارية، وأبرز من استفدت منه هو الشيخ أبو ظفر حفظه الله، واتفقنا على الجلوس للقاءات مطولة لصياغة، ومجموعة من التقارير عن بعض الأمور التي من الضروري وصولها إليكم بعد عودتي من الحج بإذن الله (...) وهناك معلومة عاجلة طلب مني الشيخ أبو ظفر إيصالها إليك، وهي أن تطلب من صاحبك الذي ترسله للشيخ أبو ظفر أن يكف عن مطالبته بالتقرير الخاص بمشايخ الجزيرة، لأن الشيخ يقول: المراسل الذي تستعمله طيب ونحسبه من الصالحين، ولكنه لا يمكنه أن يؤتمن على هذه المعلومات السرية، لأنه يضعف في الأسر، وسأل عنه فقيل له: عندما أسر قال كل أسرار الإخوة بكل سهولة، فهو لا يستطيع كتم الأسرار، فلأقل أذى يقول كل ما عنده». لا فائدة من العلماء! الملف تضمن أيضاً إشارات وتفاصيل عدة، يمكن الرجوع إليها عبر (موقع الصحيفة الإلكتروني)، إلا أن أهمها كان ملاحظة الزعير إلى تنظيم «القاعدة»، التي قال فيها: «إياكم أن تعودوا إلى مشايخ الجزيرة فليسوا أهلاً للعودة إليهم، فهم قاعدون عن نصرتكم ومخذلون عنكم، ومشؤوم من يمكّن رقبة المجاهد للقاعد ليركب عليها، وتدبر حال الجيش الإسلامي الآن مع سفر الحوالي وناصر العمر، حيث تورطوا حينما مكنوهم من رقابهم». ما يعني أن معظم مشايخ السعودية حتى المحسوبين على التيار الجهادي سابقاً مثل الحوالي، أصبحوا غير متعاطفين مع التنظيم نهائياً». وفي الرسائل المتقطعة أوضح المرسل ما أدلى به كل شيخ ممن أشار إليهم سابقاً، في لقائه معهم الذي كان بالساعات كما أخبر. لكنه نبّه إلى أن يوسف الأحمد هو الشخص الوحيد بين المشايخ (الستة)، الذي لم يطلعه على رسالة التنظيم، التي بدا أنها كانت شكراً لأشخاص على جهودهم في دعم التنظيم. يفهم من ذلك تعليق البراك عليها بالقول: «عفا الله عنك أخي عطية، فو الله أنك رفعتني فوق منزلتي وإنما أنا عبد ضعيف»! «محبك» لقّن أسامة درساً تذكره بعد «الغرق» الأحداث التي توالت قبل مقتل بن لادن، تشير إلى أن زعيم «القاعدة»، لم يمتثل لنصيحة صديق كان يوقع باسم «محبك». ففي حين دعاه الأخير إلى هجر ما سماه ب «العمل في البلاد الإسلامية والعربية» والتركيز على رأس الأفعى على حد تعبيره، كان التنظيم فتح أسخن جبهاته في اليمن والصومال والمغرب العربي. غير أن الزعيم الذي تكبد خسائر فادحة من جراء سياسته تلك، يبدو أنه في أيامه الأخيرة استدعى النصيحة القديمة، وعاد يبحث في كيفية ترجمتها على الأرض، وإقناع أمرائه بها، بعد أن تشربوا ما يناقضها من قبل، بفضل تعليماته وتوجيهاته بإحراق الأرض تحت الحكومات المرتدة في نظره، وليس تحت الأميركيين وحسب، ما يجعل مُراجع «الوثائق» التي عثر عليها، يصل إلى تلك النتيجة بسهولة، هو ما تضمنته الوثيقة(16) التي بعث بها بن لادن إلى رئيس «القاعدة» في اليمن، ناصر الوحيشي، والمتضمنة ما يشبه إقراراً حرفياً بلزوم السياسة التي اقترحها الناصح القديم، ما يعني أن بن لادن استوعبها بعد فوات الأوان. فهل تلتزم «القاعدة» من بعد زعيمها بالخطة نفسها، أم «السر كُشف»، و«القاعدة» إلى انهيار؟ في الرسالة التي يعتقد أنها كتبت بعد بدء الثورة اليمنية بأسابيع، جاء فيها، تأكيد بن لادن على الوحيشي بالقول: «أود تذكيركم بالسياسة العامة للقاعدة في المجال العسكري والإعلامي، فقد تميزت «القاعدة» في تركيزها على العدو الأكبر الخارجي قبل الداخلي، وإن كان الأخير أغلظ كفراً إلا أن الأول أوضح كفراً، كما أنه أعظم ضرراً في هذه المرحلة، فأميركا هي رأس الكفر، فإذا قطعه الله لم يعص الجناحان، كما قال عمر رضي الله عنه للهرمزان عندما استشاره وقال له: انصح لي فإنك أعلم بأهل فارس. قال نعم، إن فارس اليوم رأس وجناحان فقال له: فأين الرأس؟ قال: نهاوند، ثم ذكر موضع الجناحين»! أميركا و«القاعدة»... أيهما استدرج الآخر؟ يعتقد الأميركيون أنهم، كما قال أوباما،«نالوا من القاعدة»، وتعتقد الأخيرة هي الأخرى أنها جرّت أميركا إلى الإفلاس واستنزفت قوتها بجهاد تكتيكي. لكن الباحث في الوثائق التي أُفرج عنها، يجد أن كلا الفريقين، وقع في «فخ صاحبه»! الأميركيون أعلنوا مرات عدة، أن الحرب على «القاعدة»، ينبغي أن تكون حرباً كونية، فخاضت من أجل ذلك حرب أفغانستان التي كانت منطقية في نظر المحللين، إذا ما قورنت بحرب العراق، إلى جانب عمليات إسناد ودعم للدول المحاربة للإرهاب في كل من الصومال واليمن وليبيا والمغرب ودول الساحل الأفريقي. وبحسب الرواية الأميركية فإن جميع تلك الحروب من أجل «خلق عالم أكثر أمناً»، وليس وراء ذلك أطماع توسعية أو آيديولوجية أو حتى اقتصادية. فأقنعوا العالم باعتبار «القاعدة» عدواً مشتركاً له أجمع، وهم بذلك فتحوا أمام خصمهم فرصاً عدة لاستنزافهم في أكثر من منطقة وأرض، بعض الأحيان تكون في صالح الخصم، كما أوضحت وثائق، تشير إلى أن «القاعدة» ترغب في استمرار الأميركيين خصوصاً، في مواجهتهم عبر العراق واليمن والصومال، بقصد إضعافها واستنزافها اقتصاديا وعسكرياً، مثلما حدث مع الاتحاد السوفياتي تماماً. فهل تكون بذلك أميركا وقعت في الفخ؟ من جانب تنظيم «القاعدة»، ركزت أدبياته على استهداف الكفار عامة، لكن الوثائق الجديدة، تصر على أن التركيز والعمل الأهم ينبغي أن يتوجه إلى أميركا فقط، لأنها الرأس، وحين يسقط، تنهار معه الأجنحة، وهي في نظر «القاعدة» بريطانيا وفرنسا وبقية دول الكفر كما تسميها. أما الحكومات الإسلامية والعربية «المرتدة» فسقوطها عندئذ تحصيل حاصل، بحسب قولها. إلا أن «القاعدة» بافتتاحها أكثر من جبهة في معظم الدول الإسلامية والعربية، خسرت الكثير من دون أن تلحق أضراراً تذكر بالرأس. فهل هي بذلك وقعت في فخ الأميركيين؟ وهم الذين شتتوا جهدها، ليشاركهم العالم أجمع في تصفيتها. ونجحوا كثيراً في عزلها عن أميركا، ومعظم الدول الغربية الحيوية. «القاعدة» التي كابرت – عكس الأميركيين – في الاعتراف بخطأها الذي استثمره الأميركيون جيداً، بدأت تحاول - بحسب الوثائق - أن تعيد ترتيب صفوفها بالعودة إلى «التركيز على الرأس» كما سبق.