يعمل ستة رجال أقوياء البنية يرتدون بزات رمادية اللون على تركيب دراجات هوائية للأطفال زرقاء وزهرية وبنفسجية اللون ويحرصون على معاينة كل قطعة قبل إرسالها إلى مستخدميها في أفريقيا. فتطوع معتقلون من سجن "هيشمانيتسي" في مدينة أوسترافا التشيكية يعملون في مشغلين تحت إشراف حرّاس، لتصليح هذه الدراجات الهوائية القديمة التي ترسلها جمعية خيرية إلى غامبيا، حيث يستخدمها الأطفال للذهاب إلى المدارس في المناطق النائية. ويشد فاكلاف البالغ من العمر 35 عاما، وهو جندي سابق انتهى به المطاف في السجن بعد تشرّده في الشوارع ويمضي عقوبة مدتها 20 عاما لإدانته بالسرقة، مكابح دراجة "بي ام إكس" زرقاء اللون، مزودة بعجلتين كبيرتين، ويقول "أنا هنا لتحسين مهاراتي وإنّني سعيد جدّاً أن ثمّة من سيستفيد من هذه الدراجات". وقال كاريل البالغ من العمر 46 عاما والذي كان يعمل في قطاع البناء قبل دخوله السجن بتهمة السرقة إنه "لأمر جيد أن نساعد آخرين بأعمالنا". وخلافا للسجناء الآخرين الذين يتقاضون أجورا لفرز الخردة أو تفكيك السيارات، يصلح الرجال الستة الدراجات مجّاناً. ويستفيد السجناء من ظروف تمييزية، فتُقدم لهم القهوة والسجائر وتؤخذ أعمالهم هذه في الحسبان، عندما تعيد المحاكم النظر في قضاياهم، وفق ما شرح نائب مدير السجن بيتر تشييكا. ومنذ أيلول (سبتمبر) 2013، وصل عدد الدرّاجات التي أُصلحت إلى أكثر من 1600 دراجة وأرسلت إلى غامبيا. وشرح مدير جمعية "دراجات لأفريقيا"، التي أُسّست قبل سنتين في الجمهورية التشيكية، رومان بوسولدا أن "الحاوية التي تصل، تحمل حوالي 400 دراجة تكلف تقريبا 10 آلاف كورونا (3650 يورو)". وبوسولدا، في الأربعين من عمره والذي جال العالم بواسطة درّاجته الهوائية، استلهم فكرته هذه من مشروعٍ مماثل في بريطانيا وتعاون في إطاره لمدّة ست سنوات مع شبّان في مراكز للتأهيل. وتُعتبر هذه الدراجات بمثابة كنز ثمين للأطفال الذين يجدر بهم في بعض الأحيان قطع تسعة كيلومترات للوصول إلى المدارس، وفق ما كشف منسق هذه المبادرة في غامبيا من العاصمة بانغول، أبو بكر توراي، الذي شرح أنها تُستخدم للذهاب إلى المدارس فقط وهي تُركن في المؤسّسات الدراسية خلال عطلة الصيف. وتلقى مدرس وتلميذ من كل مدرسة مشاركة في هذا البرنامج، دورة تدريبية على تصليح الدراجات الهوائية وصيانتها بواسطة أدوات من تقديم الجمعية الخيرية، التي حصلت على حوالي 15 ألف دراجة في الجمهورية التشيكية. وقال رومان بوسولدا "نحصل في بعض الأحيان على دراجات في حالة جيدة جدا، في حين تكون دراجات أخرى قديمة جدا"، معبّراً "أشعر بسعادة كبيرة عندما أساعد آخرين على استخدام الدرّاجات الهوائية". وفي آخر شحنة للجمعية، نقلت 800 دراجة هوائية إلى تسعة مدارس في غامبيا التي ظلت تحت الاستعمار البريطاني لغاية العام 1965. يُشار إلى نقفات الشحن توفّر من خلال هبات خاصة وسباقات بالدراجات الهوائية ومعارض بيع يُخصّص ريعها لهذا الغرض.