حياته في بدايتها كانت مصادفات وغرائب، وفي أحايين كثيرة أساليب بعثرة وفوضى، التي تصل إلى حد التحطيم والتكسير، لكل ما تتملكه اليد أو يقع تحت طائلة التصرف، ولكن كل ذلك حوّله تدريجياً إلى أطوار الذكاء والاختراع والابتكار، ليتوج أخيراً عبدالله الصالح طالب القسم العلمي في الصف الثاني الثانوي في مدينة بريدة، ممثلاً وطنياً في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، عن مخترعه «الطاولة النموذجية» للمشاركة في منافسات معرض إنتل الدولي (آيسيف) الذي سيقام في مدينة بتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية خلال الفترة من 13 إلى 18 الجاري. وكان الطالب عبدالله بن صالح الصالح الذي يدرس في الصف الثاني الثانوي في مدرسة بريدة تسلم درع المركز الثاني بمسار ابتكار من أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز، ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، في مركز الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي في العاصمة، عن ابتكاره «الطاولة الذكية» الذي يقوم على تسهيل التواصل والتخاطب واستخدام التقنية والحاسوب في طاولات الاجتماعات الرسمية، والتي نال بسببها إشادة نائب رئيس شركة إنتل السيد جون دايفيندز على الفكرة، ووصفها بأفضل ابتكار في قسم الفيزياء والفلك لهذا العام. ويذكر الصالح أن بدايته كانت منافسة وتحدياً مع أخيه الأصغر، ليست من باب التسابق وفك طلاسم إحدى المعادلات الرياضية، للظفر ببراءة اختراع، أو تحقيق مجد علمي، بقدر ما هي نزعة شقاوة وعناد محتدم بين الشقيقين، ليتم تلقف تلك المكونات الأساسية الخام من الحاضنة الأسرية والاجتماعية والتربوية الصالحة، لتضرب والدته أروع مثال لعزيمة الأم المثابرة، التي أخذت على عاتقها العناية والاهتمام بولدها، وتنمية وتغذية كل مؤشرات النبوغ والتفوق، بوصفها المعلم الأول، والمستكشف الحقيقي لمواهب ابنها وقدراته الابتكارية. وأضاف أن قصته مع الابتكار والإنجاز وهو السادس من بين إخوته، أن تخصص والده الدكتور صالح الصالح والمتوفى قبل أربع سنوات، في علم الأحياء الدقيقة بجامعة القصيم، كان له أثر جوهري في تشكيل بدايات الاستكشاف والترقب لكل ما هو غريب وجديد وحديث على ذهنيته في مراحل متقدمة من الطفولة، مذكراً بالدور الذي قام به من خلال مساعدة والده في ترتيب وإعداد الأدوات والمستلزمات الخاصة بعمل البحوث والتجارب على الحيوانات، وأهميته في رسم ملامح الذهنية الإبداعية عنده، مشيراً إلى الدور الكبير والمهم الذي قدمه له مشرف النشاط العلمي في إدارة النشاط بالإدارة العامة للتربية والتعليم عبدالله الثبيتي، دفعت به إلى كسب الثقة بنفسه ومخترعاته، حتى وصل إلى التنافس العالمي وتمثيل الوطن في الولايات الأميركية المتحدة. وذكر المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم أن المخرجات الوطنية المبدعة تستمر في طرح نتاجها، وفقاً للسياسة التعليمية العليا، التي تحكم منظومة العمل التعليمي والتربوي في المملكة، لتغدو مثالاً شاخصاً على العمل المؤسسي المنظم، والروح الجماعية التكاملية، في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية، وأن تميز وتفرد الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم في مسابقات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي على مستوى المملكة يعكس - بصورة جلية - ما يجده المشهد التربوي والتعليمي في المنطقة.