يستضيف فريق الهلال نظيره الأهلي مساء اليوم في ذهاب دور نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وكان الفريق الهلالي تجاوز دور ال8 عبر بوابة منافسه الاتحاد بالتعادل ذهاباً (2-2)، وإياباً (1-1)، فيما تأهل الأهلي إثر تغلبه على الفيصلي (5-1 و3-0). الهلال وصل إلى نهائي المسابقة مرة واحدة في النسخة ما قبل الماضية، وخسر المواجهة أمام الاتحاد بركلات الترجيح، ولا يزال كأس البطولة الغائب الأبرز عن الخزانة الزرقاء، المزينة بكل ألوان البطولات المحلية والخارجية، فيما يحمل الأهلي لقب النسخة الأخيرة، في أول وصول له إلى المواجهة الختامية، وكان على حساب الاتحاد الطرف الثابت في النهائيات الأربع الماضية، وأيضاً من نقطة الترجيح. يسعى كلا الطرفين إلى قطع نصف الطريق نحو النهائي، ودائماً ما تكون مواجهة الذهاب هي الأهم، فالفريق المستضيف يتطلع إلى الفوز مقروناً بأكثر عدد من الأهداف سعياً إلى تسهيل مهمته في لقاء الرد، فيما يبذل الضيوف جل جهدهم للخروج بأفضل النتائج، من أجل تأجيل الحسم إلى مباراة الإياب على أرضهم، وبين جماهيرهم. الهلال يتحصن بالأرض، والجمهور، بحثاً عن تحقيق فوز صريح يمنحه العديد من الفرص في مباراة الحسم، وعلى رغم تأرجح مستويات الفريق في الآونة الأخيرة، إلا أن الأداء الكبير الذي ظهر به في مواجهة بيروزي الإيراني، أعاد جزءاً من هيبة الخطوط الزرقاء، وجعل الجماهير تطمئن بعض الشيء على مستقبل فريقها في المواجهات المقبلة، وكل ما يقلق محبو الفريق الهفوات الدفاعية المتكررة، إضافة إلى الأخطاء الفادحة للحارس حسن العتيبي، الذي بات لغزاً محيراً، حيث تجده تارة في قمة العطاء، ويقف سداً منيعاً في العرين الأزرق، وتارة أخرى ممر سهل، ومصدر قلق حتى في الكرات المعادة من زملائه المدافعين، ويظل الاعتماد الأكبر على تحركات لاعبي الوسط محمد الشلهوب ونواف العابد وأحمد الفريدي متى ما تخلص من الفلسفة المملة، واستعراض المهارة الفردية من دون أي مبرر، ويسجل المغربي عادل هرماش حضوراً مميزاً على محور الارتكاز على الشقين الدفاعي والهجومي، وكذلك عبداللطيف الغنام متى ما ظهر بذات المستوى في مباراة بيروزي الإيراني، وتخلص من ارتكاب الأخطاء قرب مناطق الخطر، وعلى رغم وجود أكثر من صانع لعب، إلا أن الفريق يعاني من شح تهديفي كبير، في ظل فشل المغربي يوسف العربي في الاستفادة من الفرص السهلة قرب مرمى الخصوم. المحترفين الأجانب في الفريق الأزرق غير مؤثرين على الإطلاق، باستثناء عادل هرماش، فالكوري يوبيونغ حبيس دكة الاحتياط في غالب المواجهات، والسويدي ويلهامسون يسجل حضوراً شرفياً، وبات عبأً على القائمة الزرقاء، والمغربي يوسف العربي ليس أفضل حالاً، إذ يهدر كماً كبيراً من الفرص، ويكتفي بتسجيل هدف بعد سيل من الفرص المهدرة. وعلى الضفة الأخرى، يشمر الأهلاويون عن سواعدهم بحثاً عن تجاوز المنعطف الأهم نحو المحافظة على اللقب، والفريق قدم مستويات كبيرة هذا الموسم، وعلى رغم خسارته لمعترك الدوري، إلا أنه واصل عنفوانه على المستوى المحلي والقاري، والمدرب التشيخي غاروليم نجح كثيراً في إيجاد منظومة أهلاوية رائعة، إذ يزداد الفريق قوة من مباراة إلى أخرى، وسط روح معنوية عالية جداً من اللاعبين كافة، وبات الفريق مرشحاً للفوز في أية مباراة يخوضها بغض النظر عن اسم الفريق المقابل. الخطوط الخضراء متجانسة جداً، وتلعب الكرة الجماعية من دون الاعتماد على نجم أو نجمين، ويمتاز الفريق بالقدرة على تنويع الهجمات يميناً ويساراً، وكذلك عن طريق العمق، ودائماً ما يكون البرازيلي كماتشو منطلق معظم الهجمات، فهو صانع لعب بارع، إلى جانب حيوية المتجدد تيسير الجاسم في منتصف الميدان، وتزداد القوة الأهلاوية حتى تبلغ ذروتها عندما تصل الكرة إلى أقدام أحد المهاجمين البرازيلي فيكتور سيموس، أو العماني عماد الحوسني، كما يشكل الشابان عبدالرحيم الجيزاوي ومحسن العيسى قوة هائلة على الصعيدين الهجومي والدفاعي، وأصبحا من أهم العناصر في مخططات التشيخي غاروليم. الفريق الأهلاوي يملك قوة جبارة في المراكز كافة، ويصعب وصف أي من خطوطه بالضعف، بل ويمتاز بوجود عدد من صناع اللعب، وقدرة معظم لاعبيه على التسجيل، فحتى المدافعين كان لهم حضور تهديفي في العديد من المناسبات.