نيويورك - «الحياة» - عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال تحديد يوم 2 نيسان (ابريل) يوماً عالمياً للتوعية بمرض التوحد على تعبئة الجهود الدولية لزيادة المعرفة بهذا المرض. وشهد احتفال هذا العام تنظيم المحاضرات وجلسات الإحاطة وعرض الأفلام والحفلات الموسيقية والمؤتمرات بالفيديو والمعارض الفنية والأنشطة الأخرى التي نفذتها الأممالمتحدة وكوكبة كاملة من الشركاء. وإنني أرحب بهذه الجوقة الدولية المتنامية من الأصوات التي تنادي بالعمل لتمكين الأطفال والأشخاص المصابين بمرض التوحد من التمتع بحياة كاملة وكريمة. وهذا ليس بحلم بعيد المنال، انما واقع يمكن تحقيقه بترويج تصورات ايجابية عن مرض التوحد، وكذلك بزيادة فهم المجتمع لهذا التحدي المتعاظم. وقد لمست ما يمكن أن يحققه الأشخاص الحريصون الذين يعملون من دون كلل لبلوغ هذا الهدف. وقد استضافت الأممالمتحدة في العام الفائت حفلاً لموسيقى الروك أحيته فرقة «رودلي اينتربتد» الموسيقية، التي يعاني أعضاؤها اعاقات مختلفة، بما فيها مرض التوحد بدرجاته. وقد جعلوا الجمهور يقف على قدميه طرباً بما أنشدوه من أغانٍ مبهجة وتواصلية، وقد عبروا من خلال المتعة الخالصة لأدائهم عما يمكن المعاقين أن يقدموه للعالم. وكانت عبارات المغني الرئيسي للفرقة الرائد روي بورنسايد ملهمة جداً. إذ قال: «نصيحتي الى الصغار الذين يعانون اي اعاقة هي: لا تدعوها تقف عائقاً أمامكم. بل اعتبروها مصدر قوة لا مصدر ضعف لكم. فضوء أحمر واحد يمكن أن يؤدي الى مجموعة كاملة من الأضواء الخضراء يتخللها بعض الأضواء البرتقالية. والأضواء الحمراء هي مجرد جزء من اختبار. وهناك حتماً المزيد من الأضواء الخضراء والبرتقالية». وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نتحلى بهذه الروح ونشاطرها، ودعونا نكثف الجهود العالمية بحيث نكفل تمكين الأطفال والأشخاص المصابين بمرض التوحد في كل مكان من الاستفادة من البيئة المواتية التي يحتاجون اليها لاستغلال طاقاتهم الكامنة كاملة وللمساهمة في المجتمع.