أبدى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس قلقاً بالغاً حول الوضع السياسي والانتخابي في مصر، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية المصرية أخطأت في حساباتها وأوقعت نفسها في الفخ بالاتفاق مع الاسلاميين الذين «يريدون السيطرة» على «كل مقاليد الحكم». وتوقع في ظل الوضع الحالي فوز المرشح عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي السابق في جماعة «الاخوان المسلمين» في الانتخابات الرئاسية، ورأى أن الغرب وأميركا «ليس لديهما أي خيار بل استكمال الدعم لأن البديل هو الانزلاق إلى الفوضى». وقال ساويرس في خطاب أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ليل الجمعة - السبت، إن مصر هي في «أدنى مستوى للخط السياسي منذ بدء الثورة»، مشيراً إلى أن «الثورة تم اختطافها» و «الاسلاميين لم ينضموا اليها إلا بعدما تأكدوا من نجاحها». وتحدث رجل الأعمال المصري الذي يتمتع بحضور قوي في الأوساط الليبرالية والعلمانية، عن «خطأ» ارتكبته المؤسسة العسكرية المصرية وقرارها بداية «بالقيام بصفقة مع الاسلاميين كونهم ينتمون إلى أحزاب منظمة وهذا ما جعل الأمور تسير في شكل مختلف». وعزا ذلك أيضاً إلى أخطاء عدة يتحمل مسؤوليتها الليبراليون أيضاً بينها عدم كتابة دستور جديد و «ووضع قانون انتخابي يناسب الإسلاميين»، معتبراً أن الليبراليين فازوا ب 11 مليون صوت إنما نسبة المقاعد التي حازوا عليها هي 13 في المئة فقط من البرلمان. ووجه ساويرس اللوم أيضاً إلى الرئيس السابق حسني مبارك و «منعه الأحزاب الليبرالية والعلمانيين من التواجد». وفي ظل الوضع القائم حالياً، قال ساويرس إنه يتوقع فوز المرشح عبدالفتوح في الانتخابات الرئاسية. وقال: «قلقي كبير على مصر وأنا لست متفائلاً». ورصد قيام «الإخوان المسلمين» بتقديم «سكر وزيت وماء للناخبين» وحصولهم على «تمويل قطري». لكنه أضاف: «لا أعتقد أن هذا الأمر سيستمر كثيراً». وعن وضع الأقليات وخصوصاً الأقباط، قال ساويرس إنه «خلال عهد مبارك كان يتم إحراق كنيسة كل خمس سنوات، ومنذ الثورة تم احراق ست كنائس». واستغرب عدم محاسبة الفاعلين واتخاذ اجراءات أكثر صرامة لحماية الأقلية. وفي الوقت نفسه، رفض ساويرس مفهوم «الدولة الدينية». وقال أمام جمهور يضم فاعلين في الأقلية اليهودية - الأميركية، إن «اصرار اسرائيل على يهودية الدولة مشكلة كبيرة»، وإنه قال لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك هذا الأمر. وفي سؤال عن الموقف الأميركي مما يجري في مصر، قال ساويرس إن الولاياتالمتحدة «خيّبت آمال الليبيراليين... وليس المطلوب أن يأتي المسؤولون الأميركيون لالتقاط صورة في ساحة التحرير» بل «(المطلوب) دعم توجهات الأحزاب الليبرالية والأخذ في الاعتبار تحفظاتهم عما يجري». ورأى ساويرس أنه حتى في حال فوز الإخوان المسلمين بالرئاسة «فلا يمكن أن يوقف الغرب والولاياتالمتحدة مساعدتهما ودعمهما لمصر»، معتبراً أن «ذهاب مصر إلى الهاوية سيعني فوضى في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن مصر تبقى النقطة الاستراتيجية الأهم في المنطقة وصاحبة «أكبر مؤسسة عسكرية»، وبالتالي فإنها عنصر مهم للتوازن الاقليمي والدولي.