بدأ مئات الصيادين استعدادهم لبدأ موسم الروبيان في الخليج الذي ينطلق في الأول من آب (أغسطس) المقبل ويستمر لمدة ستة أشهر، وشهدت محلات بيع مستلزمات صيد الروبيان خلال الأيام الماضية حمى شراء شديدة يتوقع أن تستمر لمدة شهرين، بعدها تخف إلى أن ينتهي موسم صيد الروبيان. وأخذت أسعار الروبيان في أسواق المنطقة الشرقية تشهد انخفاضاً كلما اقترب موعد فترة السماح، في الوقت الذي حافظت فيه أسعار الأسماك على ارتفاعها بسبب الظروف المناخية السيئة التي يشهدها الخليج. وذكر صيادون أن دخول المراكب لصيد الروبيان أصبحت من أهم الأيام بالنسبة لهم، إذ يستعدون لها وتكون قبل إشراق الشمس، وتسبقها مرحلة إعداد تستمر أسبوعين، بهدف استكمال كافة الإجراءات القانونية، وتقوم المراكب الكبيرة برحلة طويلة تستمر بين ستة أيام إلى سبعة أيام بعدها تعود محملة بما صادته، ومن حمولتها يتضح وضع الموسم. وأعلنت وزارة الزراعة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية أن موسم صيد الربيان في الخليج العربي والبحر الأحمر لهذا العام سيكون على النحو التالي: موسم صيد الربيان في الخليج العربي سيبدأ من 10-8-1430ه الموافق 1-8-2009 وينتهي بنهاية يوم 16-2-1431ه الموافق 31-1-2010. فيما يبدأ موسم صيد الربيان في البحر الأحمر في بداية يوم 11-9-1430ه الموافق 1-9-2009، وبالتالي يكون آخر موعد لتنزيل الربيان من المراكب الخاصة بصيد الربيان نهاية يوم 15-4-1431ه الموافق 31-3-2010. وأوضح المدير العام لإدارة المصايد البحرية عبدالعزيز اليحيى «أن وزارة الزراعة ممثلة بوكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية تهيب بالصيادين الإلتزام بالأنظمة والتعليمات الصادرة بهذا الخصوص، واستخدام وسائل الصيد النظامية التي تسهم في تنمية هذا المخزون تنمية مستدامة، وهو ما يعود بالمصلحة للصيادين أنفسهم من وفرة في الربيان وعدم ترديه في مناطق الصيد التجاري». وأكد أن من يخالف تلك الأنظمة والتعليمات سيتعرض للجزاء. ويمضي صيادو المراكب الصغيرة إلى المصائد القريبة من القطيف وتاروت وصفوى إلى الجبيل، وكذلك إلى الهاف مون في رحلات قصيرة يستمر بعضها 12 ساعة، يعودون بعدها إلى توريد ما لديهم إلى المزاد اليومي، الذي يقام مرتين في اليوم في القطيف، ويذهب الصيادون في اتجاه مواقع معروفة لديهم، ابتداء من شمال الخليج، الذي يتكاثر فيه الروبيان، وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجياً. وتختلف أسعار الروبيان تبعاً للحجم والعرض والطلب، وتتأثر الأسعار بتقديرات حجم الموسم، وتعتبر أسعار الروبيان في الفترة الأولى حيث تورد إلى السوق كميات كبيرة منه رخيصة مقارنة بالفترة التي سبقت الموسم، كونه متوافر بشكل قليل، ويتراوح سعر المن الواحد للحجم الكبير سنوياً بين 300 ريال إلى 500 ريال للمن، أما بالنسبة للحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة 50 في المئة، وسرعان ما تتهاوى الأسعار بعد مرور عدة أيام على الصيد. يشار إلى أن حجم سوق الروبيان في السوق السعودية بحسب إحصاءات الثروة السمكية يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين أن لقرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع دور فاعل في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية. ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك في القطيف 180 طناً من الأسماك والروبيان، وهو أحد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط، ويمثل الإنتاج المحلي 70 في المئة من كميات الأسماك المتداولة. من جانب آخر، ذكر وكيل الوزارة لشؤون الثروة السمكية المهندس سعد الفياض، «أنه في إطار سعي وزارة الزراعة للمحافظة على الثروة السمكية والعمل على حمايتها وديموميتها للأجيال المقبلة، والعمل على كل ما من شأنه الحد من التجاوزات التي تتعرض لها من استنزاف وتدمير لبيئتها الطبيعية، وبناءً على الصلاحيات المخولة لها بنظام صيد واستثمار وحماية الثروات المائية الحية في المياه الإقليمية للمملكة، فقد أصدرت الوزارة عدداً من القرارات الوزارية التي تخدم هذا التوجه، وذلك بالتنسيق مع حرس الحدود بمنع استخدام جميع بنادق الصيد البحرية والتي يستخدمها الغواصون في صيد الكائنات البحرية، ولا يسمح باستخدامها إلا لغرض الحماية، وبتصريح من هذه الوزارة». وأشار إلى أن الوزارة ما زالت تمنع صيد خيار البحر والذي يعمل كمرشح طبيعي، يقوم بتنقية مياه البحر من الكائنات الدقيقة الوبائية وفصل الملوثات البترولية، وكذلك منع صيد الإستكوزا (اللوبستر) لمدة ثلاث سنوات اعتباراً من 1-8-1430ه كإجراء احترازي، وجاري التنسيق مع الجامعات السعودية المتخصصة للقيام بدراسة متكاملة عن مخزونه ودورة حياته، حتى يتم تحديد أفضل طرق استغلاله اقتصادياً.