حذر استشاري أمراض القلب الدكتور حسين النذر، من زيادة أعداد المتوفين بسبب أمراض القلب، مع حلول العام 2020، عازياً ذلك إلى «تغير أنماط الحياة وطرق التفكير ووسائل الاتصال والترفيه، إضافة إلى مشكلة التعبير عن المشاعر والعواطف». وقدَّر عدد المهددين بالموت في الدول النامية ودول الخليج العربي، بأكثر من 19 مليون شخص. وقال: «إن دول الخليج تفتقد إلى إحصاءات دقيقة عن عدد المصابين بأمراض القلب»، موضحاً أن هناك «42 ألف حالة سنوية مُعرضة للوفاة بسبب أمراض القلب في السعودية». ودعا إلى نشر «مهارات الإنعاش القلبي الرئوي بين أفراد المجتمع، وتوفير أجهزة الصدمات الكهربائية الاتوماتيكية في الأماكن العامة». وقال الدكتور النزر، في محاضرة بعنوان «المجتمع وأمراض القلب: نظرة طبية»، ألقاها في منتدى «الثلاثاء الثقافي» في محافظة القطيف: «إن دول الخليج تفتقد إلى إحصاءات دقيقة عن عدد المصابين بأمراض القلب»، موضحاً أن آخر تقديرات للمصابين في أميركا بلغت»420 ألفاً سنوياً، أي ما يعادل 1700 شخص في كل مليون»، مبيناً أنه «لو تم تطبيق هذا المعدل على المملكة، ذات 25 مليون مواطن ومقيم، لوجدنا أن هناك نحو 42 ألف حالة سنوياً على أقل تقدير. وهذا لا يشمل أسباب الموت الفجائي الأخرى، مثل حوادث السير وغيرها». وشدد على أهمية «زيادة الاهتمام بالتدريب على مهارات الإنعاش القلبي الرئوي، واستخدام جهاز الصدمات الكهربائي الأوتوماتيكي الخارجي». وذكر النزر، أن هناك «أكثر من 19 مليون شخص في الدول النامية ودول الخليج، مهددون بالموت بحلول العام 2020، في شكل أساسي، بسبب أمراض القلب»، مرجعاً الأسباب إلى «تغير أساليب الحياة المختلفة، التي قد تغير من البساطة إلى التعقيد، إذ اختلفت طريقة الأكل والشرب، ووسائل التواصل والترفيه والتربية، وصولاً إلى طريقة التفكير والتعبير عن المشاعر والعواطف». وحذر استشاري القلب، من أن المجتمعات الخليجية تواجه «خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر من غيرها، وهو في تصاعد مستمر»، عازياً أسباب هذا التصاعد إلى «تصلب وضيق الشرايين التاجية، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو ارتعاش القلب الأذيني، وروماتيزم صمامات القلب، وفشل أو ضعف عضلات القلب، وكذلك أمراض القلب الخلقية عند المواليد والأطفال»، مضيفاً أن هناك «عوامل إصابة أخرى بأمراض القلب، منها: أمراض الشرايين، والخمول البدني، والسمنة، والتدخين، وارتفاع دهون الدم، والسكري، وارتفاع الضغط». فيما أشار إلى عوامل الإصابة بالجلطات القلبية، مرجعاً إياها إلى وجود «تصلب شرايين مُسبق، ولو بسيط، أو حدوث قرحة، أو تمزق في خلايا الشريان الداخلية، بما يسهل تكتل صفائح الدم والخلايا الحمراء، وتكون جلطة»، مبيناً أن ذلك يحدث بسبب «الصدمات النفسية المفاجئة، أو أخذ جرعة كبيرة من الدهون، أو التدخين، وكذلك بسبب ضربات الصدر المباشرة، كالتي تحدث في بعض الرياضات، أو غيرها». وأرجع أسباب الموت القلبي المفاجئ، إلى عوامل التصلب الرئيسة، وهي «التدخين، وارتفاع كل من الكولسترول في الدم، ونسبة السكر في الدم، وضغط الدم، إضافة إلى السمنة، وزيادة العمر فوق الأربعين للرجال، وسن اليأس للنساء، والشخصية الحادة العصبية». وقدم النزر بعض جوانب الوقاية العلاجية لأمراض القلب، مثل «المحافظة على الوزن، وممارسة الرياضة، وتعديل نمط الحياة والأكل، وتقليل دهون الدم الضارة، والمحافظة على ضغط الدم، والامتناع عن التدخين، واستخدام القسطرة لفتح الشرايين في حال الجلطة الحادة» إضافة إلى «استخدام القسطرة لتوسيع الشرايين، ورقع الثقوب، وتقليل حجم الجراحة واستخدام الفيديو أو الأدوات الآلية، ونشر مهارات الإنعاش القلبي الرئوي بين أفراد المجتمع، ونشر أجهزة الصدمات الكهربائية الاتوماتيكية في الأماكن العامة». وتساءل الحضور، عن أسباب الأخطاء الطبية، مع كل هذا التقدم الحاصل في الطب، ودور المجتمع في التوعية الصحية. وأجاب النزر، أن «الأخطاء الطبية في حال الوفاة أصبحت أقل، لأن هناك تشديداً كبيراً على طريقة إعلان الوفاة». كما تساءل أحد الحاضرين، عن الفرق بين حجم الشرايين في الدول النامية، وغيرهم من الأشخاص في الدول الأخرى، فأجاب أن «زيادة أو قصر حجم الشرايين سببها التوتر والضغط النفسي الكبير، اللذان يساهمان في توسيع الشرايين عند الإنسان. وكلما خفف الإنسان من الضغوط، خصوصاً البسيطة، فإنه يبتعد عن الإصابة بمرض القلب أكثر». وأوضح أنه «لم تحصل حالة زراعة لخلايا القلب، بل حصلت لأمراض السرطان. أما سبب موت الأطفال في الفراش فهو يعود إلى غياب التنفس عنهم». وعُرض على هامش الندوة، فيلمان عن حقوق الإنسان، الأول عن «حقوق الطريق»، والآخر عن «حقوق التصوير». كما تم تكريم الفنانة التشكيلية زينب الماحوزي، التي استعرضت مشاركتها بلوحات فنية في المنتدى للأسبوع الثاني على التوالي. كما تم استعراض فيلم عن المعرض الشخصي الذي أقامته الماحوزي، تحت عنوان «لحظات». بدوره، شكر راعي المنتدى المهندس جعفر الشايب، الدكتور النزر، على «حضوره ومشاركته الفاعلة وكفاءاته المتميزة»، لافتاً إلى أهمية وجود «أبحاث ودراسات، من أجل إيجاد معلومات ودراسات وأبحاث عن أمراض القلب، وكذلك إلى أهمية قيام مركز عالم القلب بدور ريادي في المجتمع، من خلال التوعية بأمراض القلب».