أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» أمس أن سلالة جديدة من مرض الحمى القلاعية وصلت الى قطاع غزة بعد رصدها في مصر وليبيا، محذرة من احتمال انتشار هذه السلالة في منطقة الشرق الاوسط. من جانبها، اكدت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة انها سيطرت على انتشار المرض الذي قالت انه اكتشف في مزرعتين. وأفادت «فاو» على صفحتها الالكترونية باللغة العربية أمس انه تم اكتشاف حالات اصابة بالحمى القلاعية في القطاع، محذرة من ان سلالة «SAT2» جديدة في المنطقة، ما يعني أنّ الحيوانات لا تملك أي مقاومة مكتسبة في مواجهتها. ولفتت الى أن هذا المرض يسبّب خسائر خطيرة في الإنتاج، بل يمكن أن يكون قاتلاً لقطعان بأسرها، خصوصاً في حال الحيوانات المولودة حديثاً. واكدت ان تناول لحوم الحيوانات المريضة وحليبها غير آمن، ليس بسبب ان الداء يؤثر على البشر، بل لأن المواد التي تدخل السلسلة الغذائية يجب ان يكون مصدرها حيوانات سليمة البدن. واعتبرت المنظمة ان نقل الحيوانات من دلتا النيل باتجاه الشرق عبر شبه جزيرة سيناء، وشمالاً الى قطاع غزة، هو اكثر العناصر خطورة في احتمال انتشار المرض في الشرق الاوسط. واوضح كبير البيطريين في المنظمة خوان لوبروث لوكالة «فرانس برس»: «اذا توغلت سلالة سات 2 من الحمى القلاعية اكثر داخل الشرق الاوسط، فمن الممكن ان تنتشر في مساحات شاسعة مهددة دول الخليج بل وجنوب اوروبا وشرقها، وربما أبعد من ذلك». وفي غزة، قال المدير العام للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الفلسطينية زكريا الكفارنة أن طواقم الوزارة سيطرت على انتشار الحمى القلاعية، لافتاً الى أن نحو 8 اصابات اكتشفت لدى أبقار في مزرعتين في محافظة رفح جنوب القطاع في 13 الشهر الجاري، ولم تسجل اصابات جديدة منذ ذلك الوقت. وأوضح أن الفحوص التي أجريت في بريطانيا بعد تحويلها على الجانب الاسرائيلي، اثبتت ان الفيروس المكتشف هو من السلاسة الجديدة التي اكتشفت في ليبيا ومصر. واشار الى أن الوزارة نظمت حملة تلقيح شملت كل مزارع الأبقار في القطاع خلال اسبوع، فيما ستبدأ حملة أخرى للأغنام. وشدد على منع دخول أي حيوانات من الجانب المصري عبر الأنفاق الحدودية منذ ظهور الفيروس في مصر، مضيفاً أن الوزارة فرضت حجراً بيطرياً على المزرعتيْن المصابتيْن، ومنعت إقامة أسواق الحيوانات حتى لا تنتقل العدوى، واقامت حواجز شرطة مصحوبة بمفتشين بيطريين على مفترقات عدة تربط بين جنوب القطاع ووسطه وشماله للتأكد من عدم نقل أي حيوانات مصابة. وفي القاهرة، افاد المكتب الاقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية ان داء الحمى القلاعية أدى الى نفوق آلاف رؤوس الماشية، وإلى الهلع في عدد كبير من مناطق الصعيد والدلتا في مصر، خصوصا محافظة الغربية، كما أدى إلى مقاطعة استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان في جميع قرى محافظة الغربية. يذكر ان داء الحمى القلاعية ينجم عن فيروس يصيب الحيوانات المشقوقة الحافر، ويعتبر واحداً من الأمراض الشديدة العدوى بين الماشية. أما الطريقة العملية الوحيدة لاستئصاله فتتمثَّل في منع حركة الحيوانات المصابة أو ذبحها. ومن النادر جداً أن يصاب به الإنسان، فهو لا ينتقل إليه عن طريق اللحوم، لكنه قد يلتقط الفيروس وينقله إلى الماشية. ويختلف داء الحمى القلاعية عن داء اليد والقدم والفم الذي يصيب الإنسان في الفم وراحة اليدين والأصابع وباطن القدمين، ويكون لدى الأطفال بشكل غالب، وتستمر اعراضه بين 7 و10 أيام.