شهد معبر «راس جدير» الحدودي بين تونس وليبيا توتراً أمنياً أمس، اثر ارتفاع عدد الوافدين إلى تونس هرباً من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، فيما أعلنت السلطات الأمنية اعتقال أكثر من 200 عنصر من المتهمين بالارهاب. وأطلقت وحدات حرس الحدود التونسية صباح أمس، أعيرة نارية في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع دخول مئات المصريين إلى الاراضي التونسية، بسبب عدم امتلاكهم الوثائق المطلوبة. واحتج مئات الاشخاص العالقين على معبر «راس الجدير» (محافظة مدنين جنوب شرقي تونس) ضد منعهم من دخول الأراضي التونسية، ما اضطُر عدد منهم إلى محاولة اقتحام البوابات الحدودية بالقوة. وسقط عشرات الجرحى في الاشتباك بين النازحين وحرس الحدود التونسي. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، أن رئيس منطقة الأمن الوطني في «بنقردان» (محافظة مدنين) أُصيب برصاصة طائشة في ساقه، أتت من الجانب الليبي للمعبر الحدودي «إثر محاولة بعض الجاليات الأجنبية يُقدَّر عددها بأكثر من 6000 شخص اقتحام معبر راس الجدير». وأضافت الداخلية أن الوحدات الأمنية والعسكرية تصدت لمحاولة الاقتحام، مؤكدةً أن «الوضع من الجانب التونسي تحت السيطرة وتم منع أي شخص من الدخول دون خضوعه للإجراءات القانونية». وتشترط السلطات التونسية على المصريين الراغبين في دخول أراضيها بإثبات نيتهم السفر مباشرةً إلى بلادهم، حتى لا تصبح تونس منطقة إقامة ولجوء، بل نقطة عبور فقط». وكانت تونس سمحت بعبور نحو 350 مصرياً قادمين من ليبيا، غادروها إلى مصر الاربعاء الماضي عبر مطار جربة القريب من الحدود الليبية (محافظة مدنين جنوب البلاد). ويدخل يومياً إلى تونس منذ تدهور الأوضاع في ليبيا أخيراً، ما بين 5000 و6000 ليبي براً، وفق وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي، الذي أشار الى إمكانية غلق المعبر الحدودي إذا اصبح الأمر مهدداً لأمن بلاده القومي. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة التونسية عقب اجتماع «خلية الأزمة الأمنية» مساء أول من أمس، توقيف221 شخصاً متورطاً في قضايا إرهاب و53 آخرين كانوا احتفلوا بمقتل 15 جندياً تونسياً في جبل الشعانبي قبل أسبوعين على يد مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وذكرت الحكومة في بيان أنها تمكنت من «استرجاع 6 مساجد كانت تحت سيطرة محسوبين على التيار السلفي الجهادي وعادت تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية، إضافةً الى تحييد 22 مسجداً آخر». وأشارت خلية الأزمة، التي تضم رئيس الحكومة ووزراء العدل والداخلية والخارجية والدفاع والأمن، إلى تمكن الوحدات الأمنية من «احباط محاولات تفجير واغتيالات عدة من خلال تدعيم المنظومة الأمنية داخل المدن وخارجها» وفق بيان رئاسة الحكومة، من دون أن تقدم الحكومة أي تفاصيل عن هذه الهجمات.