غيب الموت صباح أمس الفنان المصري سعيد صالح الذي يعد واحداً من أهم نجوم الكوميديا العرب عن 76 سنة، بعد صراع طويل مع المرض استمر أكثر من عشرة أعوام، وانتهى بتدهور شديد في صحته في العامين الأخيرين، دخل بسببه غيبوبة ألزمته مستشفى المعادي للقوات المسلحة. كان الراحل الذي ولد في 31 تموز (يوليو) 1938 في مركز أشمون في محافظة المنوفية (وسط دلتا مصر) مرشحاً بقوة خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لاحتلال صدارة نجوم الكوميديا، ولكن تضافرت أسباب عدة أدت إلى ابتعاده عن بؤرة الاهتمام فنياً وإعلامياً، من بينها آراؤه السياسية الصادمة والتي كان لخصها في إحدى مسرحياته بقوله «أمي اتجوزت 3 مرات... الأول وكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش»، في إشارة إلى رؤساء مصر الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، إضافة إلى الحكم عليه بالسجن بسبب هذه الواقعة لستة أشهر، قبل أن يلقى عليه القبض في بداية التسعينات بسبب تدخينه «الحشيش» قبل أن يفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، وعودته إلى السجن للسبب نفسه عام 1996 . كوّن صالح خلال رحلته الفنية التي بدأها عام 1958 من خلال مسرح التلفزيون عقب تخرجه في كلية الآداب، ثنائياً فنياً ناجحاً مع صديقه عادل إمام، أثمر العديد من الأعمال الناجحة من بينها مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي تعد من أهم المسرحيات الكوميدية التي قدمت في المسرح العربي، قبل أن يتعاون معه في أفلام «رجب فوق صفيح ساخن» و«أنا اللي قتلت الحنش» و«سلام يا صاحبي» و«الهلفوت» و«على باب الوزير» و«المشبوه» و«الأزواج الشياطين»، إلى جانب مسلسل «أحلام الفتى الطائر» من تأليف وحيد حامد وإخراج محمد فاضل. شارك في بطولة العديد من المسلسلات التلفزيونية منها «هارب من الأيام» و «عودة الروح»، و «المارد»، ومسلسل الجاسوسية «السقوط في بئر سبع» مع إسعاد يونس، و«البراري والحامول» مع إلهام شاهين، و«آن الأوان» مع يسرا، و«الصبر في الملاحات» مع دلال عبد العزيز، و«السيف الوردي» و«المصراوية» و«الأصدقاء». أدى بطولة العديد من المسرحيات ومنها «العيال كبرت» و «هاللو شلبي» و«مدرسة المشاغبين»، وأخرى لم تصور تلفزيونياً، ومنها «شرم برم» و«أبو نضارة» و«العمر لحظة» و«كباريه» و«سعيد سعداوي» و«كرنب زبادي» و«البعبع» و«اخطف واجري». لم يقتصر نشاط صالح على التمثيل، بل امتد إلى تأليف بعض أغاني أعماله ووضع الألحان والموسيقى لها، كما تولى إنتاج عدد من الأفلام والمسرحيات التي شارك في بطولتها ومنها «خلي بالك من عزوز» و«بلطية بنت بحري» و«حصل يا سعادة البيه» و«تحت الربع» و«خميس يغزو القاهرة» و«الأغبياء الثلاثة» و«سلم لي على سوسو»، ومسرحيات «حلو وكداب» و«كعبلون» و«قاعدين ليه». وشارك منذ بداية الألفية الجديدة بأدوار صغيرة لا تتوازى وقيمته الفنية في العديد من الأعمال الفنية منها «بلية ودماغه العالية» و«جواز بقرار جمهوري» و«الأجندة الحمراء» و«أمير الظلام» و«مهمة صعبة» و«فل الفل» وغيرها، كما شارك في عدد من مسلسلات الست كوم ومنها «شوقية وعيالها». وكان صالح دائم الخروج عن النص في أعماله المسرحية، وكان يؤكد دائماً أن ذلك أمر مقبول ومطلوب.