نجح النصر في تجاوز عقبة الشباب، والتأهل إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين، بعد أن كرر الانتصار عليه في مباراة الإياب بذات نتيجة الذهاب بهدفين في مقابل هدف، وبذلك يلاقي النصر الفريق المتأهل من مباراة الاتفاق والفتح. تجاوز الطرفان حدود الحذر باكراً، واندفع لاعبو الفريقين إلى الخطوط الأمامية سعياً إلى التسجيل الباكر، وكاد الحاج بوقاش أن يضع فريقه في المقدمة مع الدقيقة الأولى عبر تسديدة قوية تصدى لها حسين شيعان بصعوبة بالغة، ودانت الأفضلية الميدانية لمصلحة النصر، إذ فرض لاعبوه سيطرتهم على مساحات المستطيل الأخضر، وشكل خالد الزيلعي وخالد الغامدي قوة هائلة من الطرف الأيمن، ونجح الغامدي في الوصول إلى المناطق الخطرة في العديد من المناسبات، وجهز كرة رائعة أمام الحاج بوقاش في مواجهة المرمى، إلا أنه طوح بالكرة بعيداً عن حدود المرمى مهدراً فرصة ثمينة (5). الشباب رتب صفوفه بعد مضي الدقائق العشر الأولى، وكاد أن يصل إلى المرمى الأصفر سريعاً، بعدما استقبل ماجد المرحوم كرة على صدره وتجاوز بها الحارس عبدالله العنزي، إلا أن الكرة كانت أسرع من المرحوم وذهبت إلى خارج الملعب (10)، وعاد المرحوم وسجل الهدف الأول، إلا أن الحكم ألغى الهدف بحجة التسلل (12)، وأخذت المباراة طابع الإثارة والندية، وسط هجوم محموم على المرميين، ونجح حسين شيعان من التدخل في الوقت المناسب، وإبعاد الكرة من أمام المهاجم محمد السهلاوي (16)، وحاول خالد عزيز عبر تصويبة اعتلت العارضة، ورد الشباب على الهجمات الصفراء، بهجمة مرتدة عن طريق ناصر الشمراني، إلا أن حسين عبدالغني نجح في إبعاد الكرة في اللحظة الأخيرة، وكاد ماجد المرحوم أن يفاجئ النصراويين بهز شباكهم بعد أن تطاول لكرة عرضية وغمزها برأسه مرت بجوار القائم (30). الدقائق الأخيرة من الحصة الأولى، حرص المدربون فيها على تأمين الخطوط الخلفية، والاعتماد على الكرات المرتدة، ما تسبب في تراجع الأداء الفني للمباراة، ووسط الهدوء انطلق البرازيلي ويندل من منتصف الميدان وجهز للمندفع ماجد المرحوم لم يحسن الأخير التعامل مع الكرة، ورد بوقاش بكرة أبعدها تفاريس، وكاد الشباب أن يفتتح التسجيل عبر رأسية ماجد المرحوم التي تألق في التصدي لها العنزي، وعاد حارس النصر عبدالله العنزي مباشرة وأنقذ مرماه من رأسية أخرى من البرازيلي تفاريس (40). وفي الشوط الثاني، زج مدرب الشباب بالمهاجم مختار فلاتة بدلاً من ماجد المرحوم سعياً إلى تفعيل الشق الهجومي، خصوصاً أن فلاتة يجيد الارتداد السريع، وغابت الخطورة الحقيقية على المرميين مع مستهل الحصة الثانية، إذ رفع مدرب النصر الكولومبي ماتورانا شعار الحيطة والحذر، وطالب لاعبيه بالمحافظة على المناطق الخلفية، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي ينطلق خلفها الحاج بوقاش وسعود حمود، فيما نوع الشباب من محاولاته يميناً ويساراً من أجل إيجاد ثغرات بين الحصون الدفاعية للفريق الأصفر، وكاد البديل مختار فلاتة أن يهز الشباك بكرة ماكرة أخطأت المرمى (56)، إلا أن النصر كان رده في غاية القسوة عندما وفق محمد السهلاوي من تسجيل الهدف الأول مستفيداً من خطأ فادح من لاعب الشباب أحمد عطيف (59). الهدف أشعل الدقائق المتبقية، في ظل رغبة النصر في المحافظة على التقدم، وطموحات الشباب في العودة إلى أجواء المباراة، واضطر مدرب النصر إلى إجراء التغيير الأول، من خلال الزج بالشاب يوسف خميس بدلاً من خالد عزيز المصاب، وكاد الحاج بوقاش أن يطلق رصاصة الرحمة عندما أنبرى لكرة عكسية وسدد كرة قوية ارتطمت في القائم الأيسر (66)، وعاد مدرب النصر واضطر إلى التغيير الثاني بإخراج المصاب سعود حمود وإشراك البرازيلي ريتشي، قابله مدرب الشباب بسحب عبدالله الأسطا والزج بمالمخضرم زيد المولد. لاعبو الشباب سابقو الزمن بحثاً عن زيارة الشباك الصفراء، قبل اقتراب الدقائق الأخيرة، ما جعل الهفوات الدفاعية تتكرر في العديد من المناسبات، ووسط الهدوء الكبير من الطرفين، يظهر ناصر الشمراني بين الدفاعات الصفراء ويغمز كرة على يمين عبدالله العنزي كهدف تعادل (72)، إلا أن البرازيلي ريتشي أعاد النصر من جديد للمقدمة إثر تسجيله الهدف الثاني (74).