صعدت أربيل وأنقرة «حرب النفط» على بغداد، ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أتراك أمس قولهم إن ناقلة حملت خامس شحنة من ميناء جيهان المطل على البحر المتوسط وستغادر اليوم إلى جهة غير معلومة. وذكر مصدر ملاحي أن الناقلة الضخمة «كاماري» وصلت إلى الميناء مساء الأربعاء وستحمل مليون برميل. إلى ذلك، جرى تفريغ جزء من شحنة النفط الكردي من ناقلة إلى أخرى في بحر الصين الجنوبي لكن الغموض ما زال يحيط بهوية المشتري وبوجهة الناقلتين. ويخوض إقليم كردستان صراعاً قانونياً وديبلوماسياً مع بغداد على مبيعات النفط. وردت قاض أميركية الثلثاء دعوى من بغداد، متذرعة بعدم الإختصاص لمصادرة مليون برميل على متن الناقلة «كالافرفتا» التي كانت ترسو قبالة ميناء غالفيستون منذ بداية الأسبوع. وبعثت حكومة الاقليم بخطاب إلى المحكمة، مؤكدة أن الدستور العراقي يكفل لها حق بيع النفط. وترسو «يونايتد ليدرشيب»، وهي ناقلة أخرى قبالة شواطىء المغرب منذ نحو شهرين. وتدير الناقلات الثلاث شركة «مارين مانجمنت سيرفيسز» ومقرها مدينة بيريوس اليونانية. وأكد مدير تنفيذي كبير في الشركة أن نقل الشحنة من ناقلة إلى أخرى شاركت فيها «يونايتد إمبلم» تم في إطار «عملية مشروعة». وقال كوستاس جورجوبولوس، المدير في «مارين مانجمنت سيرفيسز» ان هذه الناقلة «تابعة لشركة قانونية لتأجير السفن وتقوم بعمليات مشروعة». وأضاف ان «الناقلة ما زالت في المياه الدولية.» ورفض تحديد اسم شركة تأجير السفن أو الخوض في تفاصيل نقل النفط. لكنه يعرف أن النفط الذي تحمله الناقلة من كردستان العراق. وتفيد بيانات خدمة «رويترز اي.آي.اس» لتعقب حركة الشحن أن نصف شحنة السفينة تقريباً تم تفريغه. وأظهرت البيانات في 28 تموز (يوليو) أن السفينة ترسو وكل مرساتها تحت الماء، ما يشير إلى أنها محملة كامل طاقتها. وأظهرت البيانات أن السفينة راسية في بحر الصين الجنوبي على بعد نحو 20 كيلومتراً قبالة الساحل الشرقي لماليزيا و50 كيلومتراً تقريباً شمال شرقي سنغافورة. وقال ربان السفينة عند الاتصال به هاتفياً: «لا يمكنك الحديث معي. أرجوك لا تعاود الإتصال. أي معلومات تحتاجها إحصل عليها من مالكي السفينة. شكراً جزيلاً... وداعاً وداعاً». ورفضت شركة لندن «بي آند أي كلوب» للتأمين، وهي الشركة المؤمنة على الناقلة الكلام عنها أو عن شحنتها لكن المدير ستيف روبرتس قال: «كانت لدينا بعض الاتصالات» مع «مارين مانجمنت سيرفيسز». وجرى تحميل «يونايتد إمبلم» في ميناء جيهان التركي منتصف حزيران (يونيو)، لكن الصادرات توقفت الآن لأن طاقة التخزين في الميناء بلغت الحد الأقصى، ما دفع حكومة كردستان إلى إغلاق خط الأنابيب. وتعارض الولاياتالمتحدة علناً مبيعات النفط المهرب من كردستان، خشية أن يساهم في تفكيك العراق، وتدعو بغداد وحكومة الإقليم للتوصل إلى اتفاق على تقاسم العائدات.