باريس - أ ف ب - تكثر مشكلات قطاع الطاقة الشمسية، من شركة «فوتوات» في فرنسا إلى شركة «فيرست سولار» في ألمانيا، خصوصاً في أوروبا حيث يعاني مصنعو الألواح من إنتاجية تتخطى الحاجة، فضلاً عن تراجع الإعانات الحكومية. وأفاد كبير الخبراء الاقتصاديين في «الرابطة الأوروبية لمصنعي الألواح الفوتوفلطية» غايتن ماسون بأن «السوق شهدت ازدهاراً شديداً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بحيث يصعب الحفاظ على هذه الوتيرة في المدى الطويل». فخلال العام الماضي، ركبت ألواح شمسية بطاقة توازي 28 غيغاوات في أنحاء العالم، منها 22 غيغاوات في أوروبا، أي ضعف الطاقة التي استحدثت في العام السابق، وكانت حصة الأسد من نصيب ألمانيا وإيطاليا. وكانت الحكومات الأوروبية دعمت هذا النمو الجامح عبر تقديم أسعار شراء تفضيلية للكهرباء التي تولّدها الطاقة الشمسية، بغية مراعاة البيئة، لكنها بدأت تخفف من دعمها هذا الذي عول عليه قطاع الطاقة الشمسية للازدهار. وخفّضت إيطاليا خلال الشهر الجاري الدعم الذي تقدمه لقطاع الطاقة الشمسية، حاذية حذو فرنساوألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، التي خففت من تدابيرها التحفيزية، أو ألغتها. وفي المقابل، وصلت الطاقة العالمية لصناعة الألواح الشمسية إلى 55 غيغاوات في العام الماضي، أي ضعف الطلب الإجمالي، فانخفضت أسعار المبيع. وأدت هذه المعادلة، على حد قول ماسون، إلى «تساؤل بعض الجهات الفاعلة في القطاع عن قدرتها على الاستمرار في الإنتاج، فبدأنا نشهد سلسلة من عمليات الإغلاق والإفلاس وتجميد القدرات الإنتاجية». وأوضح مدير الفرع الفرنسي لشركة «صنتيك» الصينية العملاقة، التي تعتبر أول مصنع عالمي للألواح الشمسية، جان إيف ليندهايمر، ان «السوق دخلت في مرحلة نضوج طبيعية ومفيدة في الوقت عينه، علماً ان مواصلة السوق نموها الشديد غير ممكن». واعتبر ليندهايمر ان «الانخفاض الأكبر من المتوقع الذي شهدته أسعار الشراء في أوروبا يفرض على بعض الشركات مشكلات خاصة بالاستراتيجيات وآليات التمويل، لكن من شأنه ان يسمح بتقويم وضع القطاع ودفع الشركات التي تبذل جهوداً في مجال البحث والتطوير، بغية تخفيض أسعار الانتاج في مرحلة لاحقة». وبدأت عملية اللجم المفاجئة في أوروبا تلقي بظلالها على الساحة العالمية. فأعلنت شركة «صَن باور» الأميركية التابعة لشركة «توتال» الفرنسية النفطية عن إغلاق مصنع في الفيليبين الأسبوع الماضي، في خطوة تندرج في إطار البرنامج الذي اعتمدته لتخفيض تكاليفها. وأغلقت «فيرست سولار» الاميركية مصنعها الألماني في فرانكفورت، وتعتزم تعليق أربع وحدات انتاج في ماليزيا. وغالباً ما يتهم المصنعون الآسيويون باعتماد سياسات إغراق السوق على حساب منافسيهم الغربيين. لكن مدير الفرع الفرنسي ل «صنتيك» يدحض هذه الاتهامات بصورة قاطعة.