كشف مسؤول تقني عن تصدي وزارات وأجهزة حكومية لمئات من محاولات الاختراق لشبكاتها الإلكترونية خلال العام الماضي 2011. وقال المسؤول (فضل عدم الكشف عن اسمه) ل«الحياة» إن غالبية المحاولات كان مصدرها واحد هو (تل أبيب) عاصمة إسرائيل، مبيناً أن إحدى الوزارات الخدمية في المملكة تلقت أكثر من 30 محاولة اختراق خلال يوم واحد، في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي. وأشار إلى أن الوزارة (تحتفظ «الحياة» باسمها) تعرضت بعد أن تحولت بشكل كامل لأتمتة العمل، لمحاولات اختراق عدة من إسرائيل، «أرسلت ملفات تحوي (فيروسات) خطرة قد تُعرض كافة شبكات الوزارة للعطب، الأمر الذي يسهل الحصول على كافة بيانات الوزارة.. لكن تم التصدي لتلك المحاولات». وأكد أن أجهزة حكومية لا تزال تستخدم الجيل الأول من المعالجات، التي مضى أكثر من عشرة أعوام على تنصيبها، ما يسهل عملية الاختراق نتيجة تطور أساليب الاستهداف، مبيناً أن الأجهزة الحديثة من المعالجات (الجيل الثامن) قضت على جميع ثغرات التسلل، مضيفاً: «من المهم ردم الهوة بين الأجهزة الحديثة والقديمة حتى يتم القضاء على الثغرات الموجودة». ولفت إلى أن أجهزة حكومية شرعت في تحويل كافة معلوماتها إلى إلكترونية، وخصصت مبان لسيرفرات خاصة بقواعد البيانات تحوي كافة المعلومات. كانت «الحياة» كشفت في وقت سابق على لسان خبير معلوماتي عن وجود أكثر من نصف مليون جهاز حاسب آلي من الأجهزة الحكومية معرضة للاختراق، ووصول فيروسات إليها بسبب اعتمادها على البرامج المقلدة المنسوخة. وأكد الخبير حينها أن هذا الأمر دعا وزارة المالية إلى طرح مشروع تقني خاص يقضي بتوزيع النسخ الأصلية من البرامج على الوزارات والهيئات الحكومية، وتوجيهها بالاعتماد على النسخ الأصلية. وقال الخبير في حقوق الملكية الفكرية المحامي محمد الضبعان ل«الحياة»: «إن الجهات المنفذة لتثبيت النسخ الأصلية من البرامج سبق أن تواصلت مع الجهات الحكومية في المملكة لتعديل وضعها المتعلق بنسخ البرامج في تعاملاتها الداخلية، وصدرت توجيهات العام الماضي تلزم هذه الأجهزة الحكومية بأن تصحح أوضاعها، وتأمين حواسبها من أي حالات اختراق أو تعدٍ بسبب النسخ المقلدة»، مضيفاً أن بعض الوزارات الحكومية وقطاعاتها بدأت أخيراً بالتفاعل لأن تكون جميع البرامج على أجهزتها أصلية». ولفت إلى أن كثيراً من الأجهزة الحكومية في المملكة كانت تعمد في السابق إلى وضع النسخ المقلدة في برامجها الداخلية، ما يعرضها للاختراق، وعدم مأمونية المحتوى، أو تعدي الغير عليها من دون وجود أية حماية تذكر، وأن أكثر من نصف مليون جهاز حاسب آلي حكومي أصبح معرضاً «للتهكير» والتعرض للفيروسات».