تزامناً مع الربيع العربي الإصلاحي بدأ ربيع من نوع آخر هو ربيع «تويتر». وجه الشبه بين الربيعين أن كلاهما يقصد به الإصلاح, بغض النظر إن كانا على خطأ أم على صواب. وَصَفَهُ بعضهم بالنُصرة وبعضهم بقمع الآراء، ولا يختلف اثنان على أنه أصبح محل جدال في الوسط «التويتري». فقد أصبح زحف فئة من شعب «تويتر» مثل «فوبيا» تطارد المشاهير أصحاب الحسابات في هذا الموقع. إذ أنه استوجب عليهم التزام حدود معينة كي لا يستفزّون أهل الانتفاضة أو ما يلقبون ب «الهاكرز». الهاكرز حَلّوا محل الشبيحة والبلطجية في تويتر، وأصبح يُقصى كل من هو مُخالف لرأيه وقناعاته ليحتكر الرأي العام قدر المستطاع. وبين هذا وذاك يضيع أغلب شعب تويتر. ولسوء حظ الهاكرز أنهم لم يستفيدوا من واقع الربيع العربي، إذ كلما زاد القمع تمسك المقموع بمبادئه وقناعاته، بل يلتف الجميع حوله ويساندونه حتى يقصون هذا القامع. وهذا ما يحصل على أرض الواقع فعلاً، وكأن لسان حال صاحب الحساب المسروق يقول: رب ضارةٍ نافعة. فهو يستطيع العودة بحساب آخر وبصوت أقوى! بل يعود بحساب أقوى على الهاكر نفسه، فكل المسألة تبديل الإيميل بإيميل من الجي ميل! الهاكر كائن بشري متفرغ لهذا المجال، أو إن صح التعبير هو مواطن عاطل لا يملك إلا شاشة ولوحة مفاتيح يحلق فيها بسماء العالم من دون العودة بفائدة لنفسه. بدأ يشعر بأنه لا يقدم لمجتمعه ما قد يشفع له حتى يرضي ضميره. بينما هو يملك قدرات هائلة بالاختراقات الشبكية. ولا يعرف تلك الثقافة التي قد تردعه من التعدي على حسابات الغير، بينما يملك القليل من العلم. لذلك رأى أن اختراق حسابات الذين تخالف آراؤهم آراءه هو الحل حتى يرضي ضميره تجاه مجتمعه. وللأسف وُجِدت فئة كبيرة تؤيد هذه الأفعال التخريبية. تذكرت احتفالات بهدم البرجين في أميركا ومدى فخر الإسلاميين بهذا الحدث. وكلنا رأى ما حدث بعد ذلك. إذاً المؤشر يقول أن ثقافتنا ما زالت كما هي. مثل هؤلاء الهاكرز هم عباقرة وأصحاب عقول ذكية، لذلك أتحسّر حينما أرى مثلهم يكرّس جهده لأعمال أقل ما يقال عنها إنها «أعمال تخريبية». وهم لم يجدوا ما يفعلونه لذلك تفرغوا لمثل هذه الأعمال. لذلك عللا السلطات أن تنظر في موضوع البطالة في شكل أكثر جديّة من السابق. ولتهتم بتوعية وتثقيف شبابنا والبدء في المدارس التي من المفترض أن تنمّي مواهب شباب المستقبل.