غمرت الأمطار شوارع العاصمة الرياض أمس، في جولة جديدة «غير متوقعة» للأمطار على المنطقة الوسطى. وهطلت أمطار متوسطة إلى خفيفة صباح أمس، قبل أن تتوقف تقريباً عصر أمس، لتعاود مع غروب الشمس انهمارها بغزارة وتستمر ساعات. وغسل ماء المطر شوارع العاصمة، وعانى سائقو السيارات من الاختناقات المرورية في بعض الشوارع، في حين سجلت أكثر من 500 حادثة مرورية في العاصمة. وتعاني المنطقة الوسطى من تقلبات في الأجواء منذ دخول فصل الربيع فلكياً، إذ هبت عواصف ترابية ورعدية عدة على المنطقة خلال أقل من شهر، في حين تقلبت درجات الحرارة بين الانخفاض إلى ما دون ال20 درجة، والارتفاع أحياناً لملامسة ال40 درجة. واحتجز 73 شخصاً في محافظات منطقة الرياض، تم إنقاذهم، كما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة الرياض النقيب محمد الحمادي «سجلت حالات احتجاز في الدوادمي وضرما والعيينة في مناطق برية بعيدة عن المناطقة السكنية». في السياق ذاته، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تكون السماء اليوم غائمة إلى غائمة جزئياً في مناطق شرق ووسط المملكة، تتخللها سحب ركامية رعدية ممطرة، تسبق بنشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية، وتشمل العاصمة الرياض والقصيم والأجزاء الواقعة بين مكةالمكرمةوالرياض والمرتفعات الجنوبيةالغربية والغربية. في حين تستمر الرؤية «غير جيدة» بسبب الأتربة المثارة والعوالق الترابية على مناطق وسط وشرق المملكة والأجزاء الداخلية من جنوب وغرب المملكة، تشمل المنطقة الواقعة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، خصوصاً الطرق السريعة والأماكن المفتوحة. ورجحت هبوب رياح سطحية من البحر الأحمر، تكون شمالية غربية على النصف الشمالي، وجنوبية غربية إلى جنوبية على النصف الجنوبي بسرعة 15 – 42 كيلومتراً في الساعة، مشيرة إلى احتمال ارتفاع الموج إلى مترين في النصف الشمالي. من جهته، توقّع الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن تستمر الأمطار بغزارة «وربما تصاحبها زخات برد اليوم». وأوضح أن الأمطار الصيفية «ليست مفيدة» كونها «لا تنفع جوف الأرض، بسبب تشكل الحزام الحراري تحت سطح الأرض، الذي يعمل على تبخير المياه بشكل سريع، مهما كانت غزارتها (...) ونتيجة لهذا التبخر الشديد لوجود الحرارة الأرضية والجوية تتشكل لدينا السحب المحلية سريعاً، وهذه السحب تتشكل نتيجة المنخفضات الجوية الحرارية التي تتكون بفعل التسخين والتي تسمى بموسم السرايات، وهي السحب الركاميّة (السحب الصيفية)». ولفت الزعاق إلى أن السحب الركامية تعتبر من أضخم أنواع السحب وأشدها قتامة وأكثرها اضطراباً، ويرافقها عادة رعدٌ وبرقٌ وصواعق وزخاتٌ من المطر المشوب أحياناً بالبَرَد، «وعادة يسبق نزول مطر الصيف هبوب رياح شديدة هوجاء غير مأمونة، غالباً ما تكون غبارية». وعزا الفلكي تعاقب الغبار خلال السنوات القليلة الماضية إلى أسباب بشرية وجغرافية وأخرى مناخية، متوقعاً أن يكون فصل الصيف المقبل طويلاً على غير عادته، «لكنه سيكون طبيعياً من ناحية درجات الحرارة «ولن يحصل فيه شذوذ».