ربما ستدخل وسط زحمة منطقة «مايفير» اللندنية، شارع «كارلوس بلايس» المتفرع منها. وهناك، سرعان ما سيلفت إنتباهك مبنى أنيق صمم مدخله بشكل نصف دائري، فلا تتوانى من الدخول إليه. إنه فندق»كونوت» Connaught الذي يقول عنه كثيرون أنه يستحق أكثر من خمسة نجوم. فغناه التاريخي المتناغم بشكل بارز مع خدماته الراقية سيدفعكم لإختياره كمكان لإقامتكم عند زيارة العاصمة البريطانية. يتفاخر القيمون عليه بأنه استقبل منذ تاريخ إفتتاحه العام 1897 ستة مديرين عامين فقط، وهذا ما أوجد جواً من الحميمية بين الفندق وكل من يعمل فيه، وانعكس إيجاباً على الخدمات والعلاقات الطيبة مع النزلاء. وعلى رغم قلة تغيير المديرين العامين، إلا أن اسم الفندق تغير، إذ عرف عند افتتاحه باسم فندق «كوبرغ» Coburg تيمناً باسم الأمير «ألبرت أوف ساكس كوبرغ» زوج الملكة فكتوريا. ومع إطلالة العام 1917 حمل الفندق اسمه الحالي تكريماً للأمير «أرثر» دوق «كونوت»، الإبن الثالث للملكة فكتوريا. لم يؤثر تغير الأسماء على سمعة الفندق وخدماته الجيدة التي حافظ عليها منذ تأسيسه، والتي كانت السبب المباشر في استقطاب طبقة النخبة التي كانت ولا تزال يجذبها بريق لندن ودورها الرائد في إدارة الفنادق. سيعبق الماضي الإنكليزي بأحلى حلته فور دخولكم «كونوت»، وبالأخص عندما يطالعكم الدرج الرائع المصنوع من خشب الماهوغاني، والذي رمم بمهارة وحنكة بعد أن تآكله وقع خطوات النزلاء، بينهم شخصيات عالمية بارزة ومشاهير من عالم الأضواء والشهرة. و «كونوت» بغرفه وأجنحته العديدة، يجمع بين ديكور منطقة «مايفير» الكلاسيكي، وتكنولوجيا القرن الحالي. ويحتوي على مطعمين يشهدان حركة ناشطة بشكل دائم. فهنا نكهات الطاهية الفرنسية «هيلين داروز»Hélène Darroze حاضرة بشكل بارز في المطعم الذي يحمل إسمها والحائز على نجمتي ميشلان، وكذلك في مطعم «اسبيليت» Espelette حيث تقدم الأطباق التي حملتها معها «داروز» من منطقة «لاند» في جنوب غرب فرنسا، لتقدمها لنزلاء الفندق في إطار تحلو فيه الجلسات لوقت طويل. ولا تستكمل الإقامة في «كونوت» من دون زيارة النادي الصحي والإستمتاع بجلسة تدليك في منتجع «امان سبا» Aman Spa الذي يتربع على قائمة أفضل المنتجعات الصحية في العالم. في رحابه تتنوع جلسات التدليك وفقاً للطلب. فبالإمكان الاختيار ما بين التدليك الصيني أو التايلاندي، أو حتى التدليك الهندي أو الأميركي. ويعتبر التدليك بالطريقة الصينية الأكثر شعبية في الفندق، ويتم في غرفة مضاءة بالشموع والأنوار الخافتة لإضافة المزيد من الإسترخاء.