لم تجد أسرة سعودية مكونة من ثمانية أفراد خياراً أفضل من الاستعانة ب«مولد» كهربائي يعمل بالوقود لتبديد الظلام الذي يلف أرجاء منزلها الجديد، الذي انتهت من بنائه أخيراً في حي السويفلة. ويؤكد والد الأسرة أنه سئم من كثرة المطالبة بإيصال الكهرباء إلى منزله الذي شيده في مخطط نظامي، محملاً مسؤولية الوضع الذي يعيشه وأسرته إلى أمانة منطقة حائل وإدارة الكهرباء. ويروي أحمد العنزي (43 عاماً) معاناته وأسرته ومأساتهم الحزينة: «معاناتنا مستمرة، وتكمن في رفض كهرباء وأمانة منطقة حائل التجاوب معي، فأنا لا أطالب سوى بإيصال التيار منذ أكثر من عام وتحديداً منذ انتهائي من إصدار الفسوحات ورخص البناء، وخلال تلك المطالبات العديدة التي تقدمت بها كانت الأمانة وفرع شركة الكهرباء في المنطقة ترفضان تزويد منزلي الذي يقع في حي شرق السويفلة على الطريق الدائري الشرقي بالكهرباء من دون أي مبرر»، مؤكداً أن هذا الوضع مستمر على رغم اعتراف كلتا الجهتين بارتكاب الخطأ. ويضيف: «بعد أن شيدت منزلي في فوق أرض أملكها بصك رسمي وسط مخطط حكومي ونظامي، وبعد الانتهاء من البناء والسكن تحولت إلى كرة تنس بين مسؤولي الأمانة والكهرباء، إذ أبلغني مسؤول في «كهرباء حائل» أن أمانة حائل تتحمل مسؤولية التأخر في إيصال الخدمة، بسبب ارتكاب أحد مقاوليها خطأ، وحينما أتوجه إلى الأمانة يؤكد مسؤولوها بأنهم غير مسؤولين عما حدث وأن الكهرباء هي من يقف خلف عدم إيصال الكهرباء». ويؤكد العنزي وهو (أب لولدين وأربعة فتيات) أن عدد المنازل التي تم الانتهاء من تشييدها أخيراً في مخطط السويفلة تجاوز ستة منازل إلى جانب عشرات المنازل الأخرى التي يجري حالياً العمل على بنائها، مطالباً بتدخل المسؤولين في وزارتي الكهرباء والشؤون البلدية والقروية لمعالجة هذه الإشكالية ومحاسبة المتسببين في ما يتعرض له وغيره ممن منحوا أراضي في المخطط قبل وصول الكهرباء إليه. ويتابع: «وضعونا أمام خيارين أحدهما أصعب من الآخر، إما البقاء في منازلنا المستأجرة ذات الإيجارات المرتفعة أو الانتقال إلى منازلنا الجديدة والاكتواء بلهيب أجواء الصيف الحارة نهاراً والمعاناة من الظلام الدامس ليلاً».