بيروت - أ ف ب - الزواج المدني غير معمول به في لبنان قانوناً إلا ان الزواج نفسه المعقود في الخارج معترف به. ولسد هذه الثغرة تقترح وكالة سفر رحلة سريعة الى قبرص، جزيرة افروديت، إلهة الحب والجمال، تتضمن حفل زواج وأحياناً شهر عسل قصيراً. ويقول غينادي راجي، مدير وكالة «ناديا ترافل»: ان «زبائننا يذهبون الى قبرص صباحاً ويعودون مساء مع خاتم زواج في إصبعهم». ويضيف: «عرضنا يتضمن القيام بكل المعاملات من الألف الى الياء. لا يهتم الزوجان بأي شيء، وليس عليهما إلا أن يقولا نعم» أمام موظف البلدية الذي يعقد زواجهما. وبدأ العمل بهذا العرض قبل نحو ثلاث سنوات، وهو يوفر على الأزواج عبء القيام بالمعاملات الإدارية المطلوبة سواء في قبرص أو في لبنان حيث الزواج الوحيد الذي يمكن عقده هو الزواج الديني، بحسب قانون الأحوال الشخصية لكل طائفة من الطوائف ال 18. وتعترف الدولة اللبنانية بالزواج المدني المعقود في الخارج، ألا انه لا يمكن إقامة مثل هذا الزواج على أراضيها. وتعارض المرجعيات الدينية، على اختلافها، بشدة إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية. ولم تفلح الحملات الكثيرة التي يقوم بها ناشطون في المجتمع المدني لهذه الغاية في تحقيق أي تغيير. ويتوجه اللبنانيون غير الراغبين في عقد زواج ديني بغالبيتهم الى قبرص الواقعة على بعد ثلاثين دقيقة في الطائرة. ويقول راجي ان «زبائننا إجمالاً إما مطلقون يريدون الزواج مرة أخرى ولا يمكنهم ذلك بموجب قوانين طوائفهم، وإما لبنانيون من طوائف مختلفة، وإما لبنانيون يريدون أن يتزوجوا أجانب». في المقابل، يختار العديد من اللبنانيين الزواج المدني بسبب اقتناع لديهم بالعلمانية أو بالقوانين المدنية. ويؤكد راجي ان هناك نحو «ألف زوج وزوجة من اللبنانيين يرتبطون سنوياً بعقد زواج مدني في قبرص». وقال ان عرض وكالته يشمل «بطاقات السفر ذهاباً وإياباً، وليلة في فندق خمسة نجوم، والتنقل داخل الجزيرة، والتأمين خلال الرحلة، وتكاليف تأشيرة الدخول، وتأمين الشهود، وحتى باقة زهور لدى استقبال العروس في مطار لارنكا». وتشمل الصفقة التي تقدمها الوكالة أيضاً المعاملات (مصادقة وترجمة) في السفارة القبرصية في بيروت والسفارة اللبنانية في نيقوسيا، مروراً بوزارتي خارجية البلدين ودفع المبلغ المطلوب من البلدية التي يتم اختيارها لعقد الزواج. ويكلف كل ذلك نحو 1900 دولار، ويمكن ان يرتفع المبلغ أكثر في حال قرر الزوجان تمضية بضعة أيام كشهر عسل على شواطئ الجزيرة المتوسطية. علماً ان حفلات الأعراس الأكثر بساطة في لبنان تكلف آلاف الدولارات، في ظل الأهمية التي تعلق في البلد الصغير على الروابط الاجتماعية والعائلية والتقاليد.