باريس، طهران، تل أبيب - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أبلغ رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إسرائيل أمس، أن الملف النووي الايراني يشكّل مصدر «اهتمام مشترك» بين الدولتين، مشدداً على أهمية التعاون في التصدي له، فيما حمّل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي روسيا والصين «مسؤولية اخطار اندلاع عمل عسكري» ضد ايران، محذراً من انه سيحدِث «فوضى» في المنطقة، بسبب رفض البلدين تشديد العقوبات على طهران. في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بمسودة بيان لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، تؤكد استعداد الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، لاستئناف المحادثات معها. وتشير المسودة الى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «كانت واضحة دوماً في شأن صلاحية نهج المسار المزدوج»، في إشارة إلى سياسة الحوار والعقوبات. وتضيف إن الدول الست ما زالت تنتظر رد إيران على رسالة وجهتها أشتون في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في شأن استئناف التفاوض بين الجانبين. وخلال زيارة استمرت ساعات التقى ديمبسي نظيره الاسرائيلي الجنرال بني غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك والرئيس شمعون بيريز. ونقلت وزارة الدفاع الاسرائيلية عن ديمبسي قوله لباراك: «لدينا اهتمامات مشتركة كثيرة في المنطقة، في هذه الفترة شديدة الحيوية. وكلما واصلنا العمل مع بعضنا بعضاً، كلما أصبحنا جميعاً في حال أفضل». واستدرك: «إنني متفق معكم تماماً حول توصيفكم للتحديات المشتركة التي نواجهها، والثقة لدينا بحماية قيم الحرية. أؤكد لكم أن اميركا شريكتكم في هذا الصدد». أما باراك فقال لضيفه: «دائماً، هناك مسائل متغيرة، تثير اهتماماً». وأوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان ديمبسي أكد لغانتس التزام الولاياتالمتحدة بإسرائيل، قائلاً: «وجودي هنا يشكّل أبلغ رسالة، وآمل بأن يعكس التزامنا ببعضنا، وأنا هنا لأؤكد لك ذلك». ورد غانتس: «أدرك أن دولتينا تتقاسمان مصالح وقيماً مشتركة». وقال بيريز لديمبسي، في اشارة الى ايران: «أنا متأكد من أننا سنفوز في هذه المعركة، لا من اجل الولاياتالمتحدة او اسرائيل، بل هذا صراع لجعل العالم حراً وآمناً». ووصف ايران بأنها «مركز للإرهاب العالمي». وزار رئيس الأركان الأميركي متحف «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة النازية، حيث كتب في سجل الزوار: «درست المحرقة وزرت معسكرات اعتقال في أوروبا. لا شيء على هذه الدرجة من العمق والتأثير، أكثر من هذا المكان. نحن ملتزمون ضمان ألا تحدث مجدداً، مأساة انسانية مشابهة». في الوقت ذاته، قال السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة ل «أي تدبير، في اي مرحلة»، اذا فشلت العقوبات في اقناع ايران بكبح طموحاتها النووية. واضاف ان المشاورات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة تستهدف «تنسيق الجهود لتجنب امتلاك ايران سلاحاً ذرياً». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين في الدولة العبرية إن «التقديرات أن ديمبسي سلم (تل أبيب) رسائل واضحة من الإدارة الأميركية، تفيد بأنها تتوقع تنسيقاً اسرائيلياً كاملاً معها، في شأن كل ما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي المتصل بالبرنامج النووي الإيراني». في باريس، اعتبر ساركوزي أن «الوقت ينفد (أمام ايران)، وستبذل فرنسا كل ما في وسعها لتجنب تدخل عسكري، إذ انه لن يسوي المشكلة، بل قد يؤدي الى حرب وفوضى في الشرق الاوسط والعالم». وقال: «لكن ثمة حلاً وحيداً لتجنبه، هو نظام عقوبات أقوى وأكثر حزماً، يمرّ بوقف الجميع شراء النفط الايراني، وتجميد أرصدة المصرف المركزي الايراني». وزاد: «قلت لأصدقائنا الصينيين والروس: ساعدونا لضمان السلام في العالم. نحتاج إليكم فعلاً. الذين لا يريدون تعزيز العقوبات على نظام يقود بلاده الى كارثة، بامتلاكه سلاحاً نووياً، سيتحملون مسؤولية اخطار اندلاع عمل عسكري». في الإطار ذاته، قال ديبلوماسيون إن اليونان هي آخر دولة تتحفظ على مفاوضات يجريها الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على استيراد النفط الايراني، اذ تطالب بضمانات لعقود بديلة مع دول أخرى نفطية. اما محسن قمصاري، مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الايرانية، فأعلن ان بلاده تواصل قبض ثمن نفطها الذي تبيعه الى الهند، عبر تركيا.