صادف الثالث عشر من نيسان (أبريل) ذكرى وفاة الكاتب البريطاني وليم شكسبير والاسباني ميغيل دي سرفانتس، وهو اليوم الذي تحتفل فيه منظمة اليونسكو ب «اليوم العالمي للكتاب وحقوق الإنسان»، وهو احتفال يرمي إلى تعزيز القراءة والنشر وحماية الملكية الفكرية من خلال حماية حقوق المؤلف. وفي هذا العام، يتم التركيز في الاحتفال على الترجمة، فتستعيد اليونسكو ذكرى مرور 80 عاماً على إنشاء فهرس الترجمات، وهو عبارة عن قاعدة بيانات للترجمات تشمل معلومات تم توفيرها لدى المكتبات الوطنية، والمترجمين، واللغويين، والباحثين وقواعد البيانات في أرجاء العالم. ويُعتبر هذا الفهرس، الذي أنشأته منظمة عصبة الأمم عام 1932، أقدم برنامج لليونسكو. بل إنه ظهر قبل إنشاء المنظمة عام 1946. وتشمل قاعدة البيانات الإلكترونية لفهرس الترجمات أكثر من مليوني مدخل تخص 500000 مؤلف و78000 ناشر في 148 بلداً. وعلى سبيل المثل، يكشف البحث في هذه القاعدة الفريدة من نوعها، أن مؤلفات أغاثا كريستي وجول فيرن ووليم شكسبير هي من أكثر الكتابات ترجمةً في العالم، وذلك وفق البيانات التي جُمعت منذ 1979. أما قائمة أكثر المؤلفين ترجمةً في العالم، فإنها بالغة التنوع، فهي تبين، أن لينين يحتل المركز الخامس، وباربارة كارتلاند المركز السادس، ويوحنا بولس الثاني المركز الثاني والعشرين، وفرانز كافكا المركز الأربعين، وأفلاطون المركز الثالث والأربعين وغابرييل غارسيا ماركيز المركز التاسع والأربعين. وتعتبر اللغات الاسبانية والألمانية والفرنسية من اللغات التي تُرجمت إليها معظم الكتب. ويُبين فهرس الترجمات أيضاً مدى ازدهار مجال النشر في الصين. ففي السنوات العشر بين 1988 و1999، احتلت اللغة الصينية المركز الثلاثين من بين جميع اللغات المستهدفة للترجمة؛ ولكن في حلول عام 2008، احتلت هذه اللغة المركز السادس. أما الإنكليزية، فإنها تحتل المركز الرابع، والروسية المركز السابع والعربية المركز التاسع والعشرين. وفي ما يتعلق باللغات الأصل، فإن الألمانية والإنكليزية والروسية والفرنسية هي اللغات الأكثر ترجمةً؛ غير أن القائمة تشمل اللغة اليونانية القديمة (المركز الثاني عشر) وتسبق اللغة اليونانية الحديثة (المركز السابع والعشرون)، واللغة القتالونية (المركز الثالث والعشرون) واللغة الييدية (المركز الحادي والأربعون) والاسبانية (المركز السادس)، في حين أن الصينية تحتل المركز السادس عشر من بين أكثر اللغات ترجمة، فتسبق العربية التي تحتل المركز السابع عشر. وفي اليوم نفسه، تطلق اليونسكو احتفالات في مدينة يريفان، التي اختيرت «عاصمة عالمية للكتاب لعام 2012». وتحصل العاصمة الأرمينية على هذا الامتياز بعد مدن عدة منها بيروت (2009) وبوينس أيرس (2011) وقبل مدينة بانكوك (2013). ووفقاً لأعضاء لجنة الاختيار، فإن مدينة يريفان اختيرت نظراً الى «المستوى الرفيع للبرنامج الذي اقترحته، لأنه برنامج مفصل وواقعي ومرتبط بالنسيج الاجتماعي للمدينة، وله طابع عالمي ويسلط الضوء على جميع الأطراف المعنيين بصناعة الكتاب». وتتألف هذه اللجنة من مهنيين ينتمون الى اليونسكو ورابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات. ويُمنح لقب «المدينة عاصمة عالمية للكتاب» كل عام تقديراً للبرامج التي تقترحها السلطات البلدية في المدينة المعنية التي ترمي إلى تعزيز الكتب والقراءة. وتحتفظ المدن التي اختيرت بهذا اللقب مدة 365 يوماً ابتداءً من 23 نيسان.