رام الله - رويترز - هدد معتقلو سجن نفحة الإسرائيلي الذين يدخلون اليوم الثاني من إضرابهم المفتوح عن الطعام في إطار معركة الأمعاء الخاوية «النصر أو الموت» بالإضراب عن الماء في أعقاب إقدام إدارة السجن على مصادرة الأدوات الكهربائية من أقسام السجن. ونقلت وكالة «سما» الإخبارية عن مصادر خاصة في المكتب الإعلامي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» امس أن ادارة السجن قطعت المياه الساخنة عن المعتقلين، وشرعت في حملة تنقلات بحق المعتقلين في محاولة منها لكسر إرادتهم وإفشال إضرابهم عن الطعام. ورجحت أن تكون إدارات السجون الأخرى مارست الإجراءات نفسها إزاء المضربين، إلا أن المعلومات غير متوافرة حتى الآن إلا من سجن نفحة. وتوقعت انضمام سجون أخرى الى معركة الأسرى في 22 من الشهر الجاري. في هذه الاثناء، لقي الأسير الفلسطيني خضر عدنان الذي أُفرج عنه في وقت متقدم من مساء اول من امس، استقبال الابطال في قريته عرابة شمال الضفة الغربية بعد اضراب عن الطعام استمر 66 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الاداري. وقال عدنان، وهو عضو في حركة «الجهاد الاسلامي»، في كلمة وجّهها الى المواطنين الذين كانوا بانتظاره امام خيمة الاعتصام التي اقيمت في بلدته ليل الثلثاء - الاربعاء: «لقد خطفني الاحتلال من منزلي في الظلام، وأعادني في الظلام، واليوم أخّروني بنقلي من معتقل لآخر، ورفضت تقييد حركتي وأردت ان أُقابل أهلي وأحبابي وأنا حر». وخاض عدنان (33 عاماً) اضراباً عن الطعام استمر 66 يوماً كاد ان يودي بحياته قبل التوصل الى اتفاق مع اسرائيل يقضي بالافراج عنه بعد انتهاء فترة حكمه الاداري البالغة اربعة اشهر من دون تجديدها. وقال عدنان: «نضرب من اليوم الاول لأنه يداس علينا وتتم اهانة اهلنا. يريدون (الجيش الاسرائيلي) ان تبقى عضلاتهم قوية امام اشبال الانتفاضة». وبدأ 1600 اسير اول من امس اضراباً مفتوحاً عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم ووقف سياسية العزل الانفرادي المفروضة على 20 منهم. وقال عدنان إن الاسرى «اقسموا عهد الوفاء على ألا يتراجعوا في هذا الاضراب الاستراتيجي ... اقول للصليب الاحمر ليحضر أطقمه الطبية، وأقول للعالم: اهل فلسطين ينتفضون ضد الاعتقالات في الضفة الغربية. اين انتم ايها الصامتون؟». وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في كلمته التي يوجهها كل اربعاء عبر الاذاعات المحلية الفلسطينية: «احيا ابناء شعبنا امس (الثلثاء) فعاليات يوم الاسير الفلسطيني الذي اصبح على مدار سنوات الاحتلال يوماً لمواجهة سياسته القمعية ويوماً وطنياً وعالمياً لمناصرة اسرى الحرية، ويأتي في وقت يواصل فيه المئات من اسرى الحرية الاضراب عن الطعام احتجاجاً على الظروف اللاإنسانية التي تفرضها ادارة السجون الاسرائيلية ضدهم». وأضاف: «اجدد لكم التأكيد أنكم لستم وحدكم... فشعبكم بأكمله يقف خلفكم وخلف مطالبكم العادلة والمشروعة من اجل الحرية والكرامة. نعم كلنا معكم نحمل راية العهد والوفاء». وأفاد جهاز الاحصاء الفلسطيني ووزارة شؤون الاسرى في بيان مشترك لمناسبة «يوم الاسير الفلسطيني» ان هناك «نحو 4700 معتقل وأسير لا يزالون رهن الاعتقال في أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف، منهم 6 أسيرات و185 طفلاً و27 نائباً و320 ادارياً، كما تشير البيانات الى وجود 527 أسيراً يقضون أحكاماً مؤبدة، اضافة الى 822 معتقلاً موقوفاً من دون محاكمة حتى الآن». وذكرت مؤسسات حقوقية فلسطينية ان هناك ثمانية اسرى يخوضون الاضراب منذ الشهر الماضي، بعضهم دخل يومه الخمسين. وقال المحامي جواد بولص الذي يدافع عن قضايا الاسرى في السجون الاسرائيلية لاذاعة «صوت فلسطين»: «هناك خمسة اسرى مضربين عن الطعام في مستشفى سجن الرملة»، مضيفاً: «هناك ترد خطير في حال اثنين بعد تخطيهم 50 يوماً من الاضراب الكامل».