تلبسين الكنزة مع بنطلون جينز، ومن ثم تخلعين البنطلون، ومن بعده الكنزة. تعودين إلى ارتداء البنطلون مع قميص، وفجأة تبدلينهما إلى فستان بلون واحد وتربطين خصرك بحزام مختلف اللون، تحملين أول حقيبة يد تظهر أمامك والحذاء الأكثر راحة... تخرجين من منزلك وباعتقادك أنك ارتديتِ «شيئاً ما». عودي إلى فيلم The devil wears prada، وتحديداً إلى المشهد الذي تستهزئ فيه آن هاثاواي، التي تلعب دور أندي مساعدة رئيسة تحرير أشهر مجلة في عالم الموضة، ميرندا بريسلي (ميريل ستريب) بحزامين، قائلة معتذرة عن ضحكتها: «أنا لا أفهم بهذه الأشياء». فتجيبها ميرندا بعد أن ترمقها بنظرة «حاقدة»: «هذه الأشياء؟! تظنين أنك ذهبتِ إلى خزانتك، واخترتِ هذه الكنزة «السخيفة»، لأنك تأخذين نفسك على محمل الجد، ولا تأبهين بما ترتدينه. وما لا تعرفينه أن اللون الذي ترتدينه ليس مجرّد أزرق، ولا هو سماوي أو فيروزي وإنما أزرق «سيرولي» (cerulean)». وتضيف: «وتجهلين حقيقة أن أوسكار دي لا رينتا، قدّم مجموعة من الفساتين الزرقاء عام 2002». وتتساءل بسخرية: «على ما أعتقد أن إيف سان لوران، صمّم من بعده سترات عسكرية باللون الأزرق؟». وتكمل: «وما لبث أن انتشر هذا الأزرق بسرعة في مجموعات ثمانية مصمّمين آخرين. ولقي طريقه إلى المحال التجارية، وانحدر إلى الماركات الرخيصة حيث جرى تقليده، ومن هناك اشتريت هذه الكنزة لأنها الأرخص». وتختتم: «إذاً هذا اللون الأزرق انتج ملايين الدولارات، ووفّر عدداً لا يحصى من فرص العمل. وكم هو مضحك، انك اعتقدتِ يومها أن اختيارك «شيء» لا علاقة له بالموضة، والحقيقة أنك ترتدين كنزة اختارها لكِ العاملون في هذه الغرفة». المشهد يختصر علاقة كل ما يوجد في خزانتك بعالم الموضة، فأنتِ بقصد أو من دون قصد مستهلكة لما تنتجه دور الأزياء ومن حولها المروجون لها! فاطمة رضا