دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت القوات السورية النظامية عمليات القصف وإطلاق النار على مناطق عدة في حمص وإدلب ودرعا، وذلك في اليوم الثاني من بدء مهمة مراقبي وقف إطلاق النار الدوليين في سورية. وتحدثت تنسيقيات الثورة السورية عن وصول سيارات المراقبين إلى درعا برفقة الجيش السوري، وعن ارتفاع عدد القتلى إلى 47 غالبيتهم في إدلب ودرعا وحمص وريف دمشق. واكد الناطق باسم الأممالمتحدة خالد المصري إن مراقبي الأممالمتحدة في سورية زاروا درعا مهد الانتفاضة السورية أمس. وقال المصري إن مجموعة من المراقبين الدوليين زاروا المدينة، واجتمعوا مع المحافظ وتجولوا في انحائها. وأضاف أن مجموعة أخرى من مسؤولي الأممالمتحدة أجرت محادثات في دمشق مع مسؤولين بالحكومة. في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها رصدت 76 خرقاً لوقف أعمال العنف في سورية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، مشيرة إلى أن الخرق شمل إطلاق نار مباشر وقصفاً مدفعياً واقتحامات من قبل قوات جيش النظام. وأوضحت الشبكة في بيان أن معظم هذه الخروق وقعت في حماة وريفها (22 خرقاً) وفي حلب وريفها (15) وفي دمشق وريفها (10) وحمص (9). وفي درعا (جنوب)، قتل شخصان وأصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير مصدره «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة»، وفق بيان للمرصد السوري. وأشار المرصد إلى تعرض منطقة اللجاة أيضاً في درعا «لقصف وإطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية». وتضم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة تجمعاً كبيراً للمنشقين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «القصف العشوائي على بصر الحرير واللجاة» بدأ قرابة الثالثة (0,00 تغ) واستخدمت فيه المدفعية وقذائف الهاون «وتسبب بإحراق بعض المنازل». وسارت تظاهرة فجر أمس في خربة غزالة في درعا «تضامناً مع بصر الحرير واللجاة»، رفع خلالها المتظاهرون لافتة كتب عليها «بشرى للعالم: النظام السوري يستقبل طلائع المراقبين بقصف نوعي على حوران بصر الحرير». وبدت في شريط فيديو نشره ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني مجموعة من حوالى خمسين شخصاً قبل طلوع الضوء وهم يهتفون على وقع قرع الطبل «يا بصر نحن معك للموت». في إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين بنيران القوات النظامية في منطقة أريحا وقرية سرجة في جبل الزاوية. وأشار المرصد السوري إلى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها في إدلب. كما تحدث ناشطون عن تواصل الانشقاقات عن الجيش النظامي في إدلب بسبب القصف ضد المدنيين. وفي حمص في وسط سورية يتعرض حيا الخالدية والبياضة في المدينة لقصف عنيف من الجيش. ولم يتوقف القصف على حمص على رغم وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس. وبدت في شريط فيديو وزع باكراً أمس، سحب من الدخان الأبيض تتصاعد من أمكنة مختلفة لدى سقوط القذائف على أحياء حمص. وأفاد ناشطون بتجدد القصف على حيي الخالدية والبياضة بقذائف الهاون، وأوضحوا أن أكثر من مئة قذيفة هاون تتساقط على الحي خلال الساعة الواحدة. وكان «المجلس الوطني السوري» المعارض ندد في بيان ليل أول من أمس بمواصلة القوات النظامية عملياتها العسكرية من قصف وحصار، واصفاً هذه العمليات بأنها «عقوبات جماعية... تشكل جرائم بحق الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لوقف إطلاق النار الذي نصت عليه المبادرة الدولية العربية واستهتاراً بإرادة المجتمع الدولي». ودعا المجلس المراقبين الدوليين إلى «التوجه الفوري إلى إدلب وحمص ليشهدوا بالعين المجردة مذابح لم يتوقف النظام يوماً عن ارتكابها». وطالب المجلس برد «حازم وعلى مستوى التحدي من قبل مجلس الأمن ومن مجموعة أصدقاء الشعب السوري ومن الجامعة العربية». وسقط أول من أمس 35 قتيلاً في عدد من المناطق السورية في أعمال عنف أبرزها اشتباكات في مدينة إدلب بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة وقصف على حمص وحوادث إطلاق نار متفرقة. كما سارت تظاهرات صغيرة تندد باستمرار أعمال العنف على رغم وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى دمشق، إحداها في سقبا في ريف دمشق رفعت خلالها لافتة كتب عليها «وصلت طلائع المراقبين إلى بلد يحرقه جيشه. يا لها من مهزلة أممية». وسجلت تظاهرات أيضاً في أحياء من مدينتي حلب (شمال) وحماة (وسط).