صباح أمس (الأحد) ورؤوسنا لم تهدأ بعد من صداع داود الشريان البارحة الأولى، وهو يحكي انكسارات المرأة في المحاكم، بعض المحاكم، وعند بعض القضاة، بقصص واقعية وشهود عيان وحال، في الصباح ذاته ذكرتنا الدكتورة سحر التويجري على جدارها وبعض جدراننا «الفيسبوكية»، بحملة لبنانية أطلقت لتمكين المرأة، ورعتها قبل نحو ثلاثة أعوام السيدة بهية الحريري، وكان عنوانها «خذي كسرة وحركي الأمور». الفكرة بسيطة وهي دعوة المرأة لاستقبال نداءات أكثر، والقيام بواجبات أكثر عبر وضع حركة التشكيل «الكسرة»، تحت كلمات مثل «إرادتك، حقك، مسؤوليتك، وإذا كانت المرأة هناك احتاجت وتحتاج الكسرة إلى الخروج من بعض الانكسار، ففي بلدان أخرى تحتاج معها إلى الشدة، لتشدها من شعرها عند البعض تأديباً لها على جرأتها، أو تشد على يدها عند البعض الآخر رغبة فقط في ملامستها. أكثر ما يكسر إضافة إلى المجرور في النحو، هو الزجاج و«الخواطر» وعفش السعوديين، إذ يصر 90 في المئة من المسافرين جواً على وضع عبارة «قابل للكسر» حتى على كراتين التمر، لاعتقادهم بأن عمال التحميل سيتعاملون مع حقائبهم برفق، ليكتشف البعض أن العمالة لا تقرأ العربية ولا حتى «الأنجلوسكسونية». الزجاج يصنع من السيليكون أو من الرمل بطريقة غير مباشرة، وهو أكثر شيء موجود لدينا على الأرض وفي السماء بعدة ألوان وأسماء، فلدينا عواصف ترابية رملية غبارية وهمية وعواصف من دون اسم، وعلى كثير من الأنظمة الأسرية والدراسات التي تتعلق بحق القارورة في عدم الانكسار، والطلب منها أن تستمر عقداًَ من الزمن حتى يستطيع الجهاز العدلي إحضار خصمها، ثم تبدأ إجراءات التقاضي.. «مسلا مسلا». كثرة الرمل ربما هو سبب عدم اهتمامنا ب«القوارير» المعنية بدعوة الرفق، لأن القارورة بدالها «قارورة»، وعند بعض «الكاسرين» ذمته تتحمل «أربع»، ويمكنه كسرها من دون تهشيمها فيزيائياً، عبر تعليقها، تعنيفها، اضطهادها نفسياً، أو اتخاذها مجرد صورة اجتماعية براقة، وهذا الأخير هو سبب انتشار أقمشة العباءات اللامعة التي تحقق، إضافة إلى ذلك الأمان لعابرات الطريق ليلاً، إذ تعكس الضوء ل«تجهر» السائق فيتوقف رغماً عنه. من يقول بعدم احترام الرجال للقوارير كلامه مردود عليه، فلقد مارسوا الضغط على شركات المرطبات لتسحب عبواتها الزجاجية التي يعاد تعبئتها وترص في صناديق صفراء لا تليق، ويغيرونها إلى قوارير «كشخة»، يمكنك رميها مع النفايات ثم يعاد تدويرها لتعود إليك جديدة «لنج» مرة أخرى. ومن يقول بعد تقدير الرجال للزجاج والقوارير، نرد عليه بأننا أرغمنا كل المطورين العقاريين بكساء الأبراج بالزجاج، تمهيداً لإرغام البعض على كسوة أبنائهم إذا طلقوا أمهاتهن. ما لا يفهمه داود وسحر وأنا وكثير منكم، هو النظرة «القواريرية» العميقة، فالبحث عن القشور لن يطرب رملاً يستمع لمقطوعة لن تنكسر تقول: «من بلادي.. سعودية».. وللكسر صلة. [email protected] @mohamdalyami