فوق عنوان الجريدة التي نشرت خبر الإجازة الرسمية يوم السبت الذي أعقب القرارات الملكية الكريمة، والتي جاءت تفاعلاً حكومياً محموداً مع ردود الفعل الوطنية، على نفس الجريدة، كتب أحد الأزواج رسالة إلى زوجته ووضعها على «البوتوجاز» حتى تراها إذا استيقظت. كتب عليها نصاً، كما تناقلتها مواقع الانترنت «زوجتي الغالية.. تفاعلاً مع الأمر الملكي الكريم بالإجازة الرسمية، قررنا ما هو آت/ يقرر اليوم السبت إجازة رسمية لحبيبتي وقلبي وروحي عن المطبخ، ما فيه طبخ ولا نفخ .. التوقيع/ غاليك». طبعاً أولى التعليقات كانت عن الرومانسية، وأن الصورة بما فيها من كلام تؤكد وجود هذا« الشيء» لدى الرجال السعوديين، على رغم أن المسألة التي قررها صغيرة نسبياً، لكنها تظل لمسة مبهجة للزوجة. الشكوى من قلة رومانسية الرجال ليست حكراً على السعوديين أو العرب، إنها اتهام عالمي توجهه النساء للرجال في كل مكان، أو ما يسمينه ابتعاد الرجال عن الرومانسية، وعند البحث والقراءة تجد مثلاً أن إغفال ذكرى الزواج، أو التقليل من شأنها أحد أقوى أسباب هذا الاتهام، تليها قلة الاهتمام بالزهور، والشموع، وإعداد طاولة الطعام بإضاءة معينة، وخلافه. عند التدقيق تجد الرجل الخليجي بعيداً عن هذه الأجواء نسبياً، أو فلنقل بعض الرجال، فذكرى الزواج لديه مرتبطة بالديون والأعباء المالية الكبيرة، وربما ذكّره ذلك بأن هذا الارتباط كلفه سنوات من السداد للديون، وحرمه مباهج دنيا أصبحت غير مهمة اليوم، بعدما انتهى من تسديد الديون.. «مسلاً مسلاً». أما حكاية الزهور فالبلاد غالبها صحراوي، ومحلات الورد لدينا تتعامل مع الأسعار من مبدأ هذه الندرة، حيث كل الأنواع مستوردة، أما الشموع فأعتقد أن لا عذر لأحد فيها، فهي رخيصة الثمن، كثيرة التأثير، وبعضها يمكن الحصول عليه مجاناً من شركات التأمين التي سيسرها ارتفاع نسبة الحرائق المنزلية، وإقبال الناس على التأمين ضد الكوارث «الرومانسية». وبعيداً عن المزاح وقريباً للجدية ولو نسبياً، يرى البعض أن السر يكمن في القيد الداخلي لدى الرجل المتمثل في خوفه من الانتقاد من محيطه الصغير أو الكبير اجتماعياً، وبعضهم للأسف يخاف حتى من كسر القيود وإذابة الجليد مع شريكة الحياة. المفاهيم الثقافية – إن صحت العبارة – أسهمت أيضاً في إضعاف هذا الجانب، فقوائم المحظورات ظلت لفترة من الزمن أكبر من قوائم السماح وتفهم تطورات العصر. وعوداً على «البوتوجاز» أعلاه الذي حمل الرسالة التي باتت شهيرة إلكترونياً، فإني فقط أطلب من الزوجات عدم إسقاط رومانسيتهن على مائدة الطعام، خصوصاً في موضوع «الحلا» الذي يعتبره بعضهن «أقوى شيء في الرومانسية»، لأن مشاكلنا مع السمنة والسكري باتت كارثية. [email protected]