على رغم أن النصر يحتل مركزاً متأخراً في الدوري إلا أنه لم يسلم من صنوف التشكيك، لكن هذه المرة تجاوز التشكيك في المقدرة الفنية المقبولة لتصل الى قيمة المنافسة الشريفة، فهناك من أكد وجزم بأن النصر سيتخلى عن المباراة لفريق القادسية بسبب العلاقة التي تربط النصر بالقادسية... لعل الرائد يفوز على التعاون في بريدة ليهبط الأخير، ويبقى فريق القادسية بمباركة من النصر، وهناك من «صب الزيت على النار» طيلة الأيام التي سبقت المباراة. وجاء الرد النصراوي كما كانت قيمة نزاهته، فقد يخسر النصر البطولات والمباريات، لكن الجماهير النصراوية تثق بأن فريقها لا يمكن ان يخسر الأخلاق والفروسية، فهاهو النصر يعلنها لأكثر من مرة بعدم صدق ما يتهم به من تنازلات، وصحيح أن النصر بعيد عن البطولات وقد يستمر في الفترات المقبلة، ولكن يجب عزله عن هذه الاتهامات، فالنصر لعب لتاريخه، ولم يلعب لمن يختار الفريق الهابط، ولولا فوز النصر على القادسية لما بقي فريق التعاون، رأينا أفراد فريق التعاون بعد خسارتهم من الرائد يسجدون لله تعالى شكراً وحمداً (والفضل لله ثم لنتيجة النصر) فماذا سيقول من روج حكاية تنازل النصر، وتعمده هبوط التعاون، ولعلهم يدركون الآن فداحة ظلمهم لنوايا نادٍ كبير مثل النصر. وكان من السهل جداً أن ينجح فريق القادسية في التعادل مع النصر في اللحظات الأخيرة، فالنصر لا تعنيه المباراة، وفريق القادسية أصبح «غريقاً» وهم يعلمون بأن منافسهم ساقط من غريمه، لذلك رأينا اندفاعاً مبرراً سجلوا على إثره هدفين وكانوا قريبين من التعادل والاحتكام الى مباراة فاصلة أو حتى المخاطرة والفوز بالمباراة ويصادقون بذلك على هبوط التعاون، هذا السيناريو كان من الممكن أن يحدث ليؤكد من روج ذلك الاتهام على صدق اتهامهم فيصدقهم كل محب للتعاون من رئيس ناديهم الى أصغر مشجع في أن النصر كان سبباً في ذلك، ولهذا لعب النصر كما أسلفت لتاريخه، وأهم مباراة له في الدوري. آخر مكاشفة كنت أتمنى لو أن محمد الضلعان لم يخرج في التلفزيون و(يقسم بالله) بأن اللاعب المسرحي لم يرتكب خطأ يستحق عليه بطاقة حمراء، وأنا متأكد من أن الضلعان بعد ان راجع نفسه، وشاهد اللقطة بهدوء عاد الى المنطق. [email protected]