قصف الجيش الإسرائيلي أهدافا في قطاع غزة اليوم الثلثاء بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن على إسرائيل الاستعداد لحملة ممتدة على قطاع غزة، الأمر الذي يبدد أي أمل في نهاية سريعة للقتال الذي مضى عليه 22 يوماً. وفي أحدث التطورات، قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل اسماعيل هنية القيادي في حركة "حماس" قبيل الفجر اليوم الثلثاء فأحدث اضرارا ولكن لم يصب أحد بأذى. ولم تؤكّد ناطقة بإسم الجيش الإسرائيلي النبأ، لكنها قالت إنها تتحرى بشأن التفاصيل، فيما أكّد هنية وقوع الهجوم على صفحته على "فايسبوك"، قائلاً إن منزله كان خالياً. وقتل أربعة فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم طفلة ومسنّة، في غارة جوية اسرائيلية استهدفت فجر الثلثاء منزلهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة القصف الاسرائيلي على القطاع في ثاني ايام عيد الفطر الى 24 قتيلا، بينهم 15 امرأة وطفلاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الوزارة اشرف القدرة "استشهد اربعة مواطنين من عائلة ضهير، من بينهم طفلة ومسنة، في قصف عدواني على منزلهم في رفح جنوب قطاع غزة واصيب في نفس الغارة سبعة مواطنين اخرين حال احدهم خطرة جدا". وأفاد شهود "فرانس برس" أن المنزل قصف بصاروخ اطلقته طائرة حربية وقد دمر تدميرا كليا. وبهذا ترتفع حصيلة القتلى الذي سقطوا في القصف الاسرائيلي على القطاع منذ منتصف ليل الاثنين - الثلثاء 24 فلسطينيا، بينهم خمسة اطفال وعشر نساء، مما يرفع حصيلة الهجوم الاسرائيلي على القطاع منذ بدئه في الثامن من تموز/يوليو الى 1110 قتلى فلسطينيين، غالبيتهم العظمى من المدنيين. وقتل 11 شخصاً في هجوم على منزل في مخيم البريج للاجئين في مدينة غزة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية أهداف في أنحاء القطاع في ليلة شهدت أوسع الهجمات انتشارا في القطاع الساحلي، حتى الآن. وأعلنت حركة "حماس" ان محطة تلفزيون الأقصى ومحطة إذاعة الأقصى التابعتين لها استهدفتا أيضا لكن المحطة واصلت البث بينما توقّف البث في الإذاعة. وقال نتانياهو بتعابير وجه مقطبة في كلمة أذاعها التلفزيون إن أي حل للأزمة سيستلزم نزع سلاح قطاع غزة، مضيفاً "لقد كان يوما عصيبا ومؤلما.. إننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين لحملة ممتدة. وسنواصل التحرك بقوة وسرية لحين استكمال مهمتنا." وأظهر استطلاع للرأي أجرته "القناة العاشرة" في التلفزيون الإسرائيلي ان غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد استمرار الهجوم على غزة إلى حين "نزع سلاح" حماس. وفي ساعات الليل الأولى، أضاءت الطلقات المضيئة التي أطلقها الجيش سماء غزة وسمع دوي قصف مدفعي مكثف. وحث الجيش آلاف الفلسطينيين على الفرار من منازلهم في مناطق حول المدينة، في تحذيرات يطلقها في العادة كمقدمة لشن هجمات كبيرة. وأطلق عدد من الصواريخ من غزة باتجاه مناطق عدة في جنوب ووسط إسرائيل، اعترض نظام القبة الحديدية صاروخا واحدا على الأقل من بينها، فيما لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات في الأرواح. ولقي نحو 1085 من أهالي غزة معظمهم مدنيون حتفهم في المواجهة التي مضى على بدايتها 22 يوما. وفقدت اسرائيل 48 جنديا وقُتل ثلاث مدنيين في القصف الفلسطيني. وعلى الصعيد الدولي، تزايدت الضغوط الخارجية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ومجلس الأمن الدولي الى وقف فوري لإطلاق النار، يسمح بوصول قوافل المساعدات ل 1.8 مليون فلسطيني، يليه مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية. ولكن إسرائيل تطالب بضمانات لجهة تجريد "حماس" من قوّتها الدفاعية أي تعطيل الأنفاق وتجريدها من مخزون الصواريخ. وهي تشعر بالقلق خشية ان تستثمر الحركة الإسلامية محادثات الهدنة التي توسط فيها أصدقاء في قطر وتركيا لتخفيف الحصار الإسرائيلي والتدابير الأمنية المشددة التي تفرضها مصر على الحدود مع غزة. في مجالٍ متّصل، قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة إن أكثر من 167 ألف فلسطيني نزحوا إلى مدارسها ومبانيها بعد دعوات إسرائيل المتكررة للمدنيين لإخلاء أحياء كاملة قبل العمليات العسكرية.