لم يعد يقتصر الأمر على محاضرات أو أناشيد إسلامية يتم تسجيلها وبيعها في محال التسجيلات الإسلامية، إذ باتت هذه المحال خلال الأعوام القليلة الماضية تعتمد في شكل كبير على قصائد شعرية تنتهج أسلوب الغزل من دون أن يتخللها موسيقى، حتى تصبح مناسبة لمختلف الأذواق والتوجهات. واتجهت عدد من محال التسجيلات الإسلامية إلى بيع ألبومات الشعراء، خصوصاً أولئك الذين يتقنون لون «الشيلات»، سعياً منهم لترويج بضائعهم وجذب شرائح المجتمع، فعلى رغم وجود «الإنترنت» الذي سهّل الوصول إلى جميع المنتجات الصوتية، إلا أن التنافس التسويقي بين هذه المحال لا يزال موجوداً، فالعمل على إنتاج الألبومات والدواوين الشعرية الصوتية للشعراء والمنشدين قائم ومستمر. وتنتهج الشركات والمحال المنتجة أسلوباً جديداً في تسمية الألبومات الشعرية عند إطلاقها لأي ألبوم، كون ذلك يسهم بشدة في جذب بعض أفراد المجتمع للشراء، فما بين تسمية تصف الحياة البرية، وأخرى تعكس حالة عاطفية، وثالثة تحمل اسم إحدى السيارات المشهورة، فيما يتم الاكتفاء في بعض الأحيان باسم الشاعر إذا كان مشهوراً. ولا تقف الأساليب عند هذا الحد، بل إنها تمتد لتطاول وضع مكبرات الصوت الخارجية لبثّ إنتاج جديد من هذه الألبومات، التي يتسيدها غرض «الغزل»، فيما تأتي بقية الأغراض متأخرة كالحكمة والمدح. ويرى المهندس محمد الكميم الذي يعمل في إحدى شركات الإنتاج الصوتي الإسلامي، أن محال التسجيلات الإسلامية يجب ألا تقتصر على بيع المحاضرات الإسلامية والأناشيد وحسب، إنما عليها الاتجاه إلى بيع القصائد والشيلات، نظراً لشدة الإقبال الجماهيري عليها. وأضاف: «قد يغيب عن بعض شركات الإنتاج الصوتية الإسلامية عند إنتاجها للدواوين الشعرية، وجود بعض الأبيات الشعرية غير المناسبة للبث، وهذا يتم التركيز عليه بشكل أكبر من وزارة الثقافة والإعلام التي قد تحذف بعض الأجزاء من القصائد ومن ثم فسح الديوان، فيما يكون تركيز الشركات بشكل أكبر على عدم استخدام الموسيقى حتى تصبح مناسبة للبيع في محال التسجيلات الإسلامية، وفي الوقت ذاته يأتي الحرص على عدم نشر أي قصائد تحمل بعض الكلمات الخادشة، إذ نحرص على أن يكون نوع الغزل عفيفاً، أما الألوان الأخرى فنهتم بوجود الكنايات والاستعارات الجميلة». ويؤكد محمد عمر الذي يعمل في أحد محال التسجيلات الإسلامية، أن مستوى الإقبال على المحاضرات والأناشيد الإسلامية أصبح يشهد تراجعاً مقارنة بالأعوام السابقة، مشيراً إلى أن معظم من يشتروها هم الراغبون في توزيعها بالمجان في بعض الأماكن. وأضاف: «الأكثر نشاطاً في عملية البيع لدى الكثير من محال التسجيلات الإسلامية هو بيع دواوين الشعراء الصوتية، فمعظم الزبائن لدي في المحل يأتون لهذا الغرض». من جانبه، أكد المدير العام للإدارة العامة لحقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام رفيق العقيلي، أن الإدارة تلزم المحال بعدم عرض أو بيع أي ديوان إلا بعد الحصول على فسح من الوزارة، لافتاً إلى أنه إذا تمت إجازة الديوان من رقابة المصنفات، يمكن نشره في كل مكان بما في ذلك محال التسجيلات الإسلامية، منوهاً بوجود جولات رقابية مستمرة على تلك المحال للتأكد من عدم وجود إصدارات مخالفة.