بيساو - أ ف ب، رويترز – استولى انقلابيون عسكريون على مبانٍ حكومية وسيطروا على طرق رئيسة في بيساو عاصمة غينيا بيساو، واعتقلوا الرئيس بالوكالة رئيس البرلمان السابق رياموندو بيريرا ورئيس الوزراء السابق المرشح للرئاسة كارلوس غوميز جونيور بعدما هاجموا مقره بالرشاشات. وتولى جنود حراسة مكاتب الرئاسة وهيئة الإذاعة والتلفزيون ومواقع مهمة أخرى، إضافة إلى طرق رئيسة داخل المدينة وخارجها، فيما توقف بث معظم القنوات التلفزيونية والإذاعية، وانقطعت الكهرباء عن العاصمة. واقتاد العسكريون بيريرا الذي عين رئيساً بالوكالة بعد وفاة الرئيس ملام بكاي سانها في كانون الثاني (يناير) في باريس بعد صراع مع المرض، وغوميز إلى مكان مجهول رجح ضباط بأنه مقر قيادة الأركان في قلعة عمورة. وكان غوميز، زعيم «الحزب الأفريقي من أجل استقلال غينيا والرأس الأخضر» الحاكم والمرشح للانتخابات الرئاسية على رغم أنه لا يحظى بشعبية لدى عناصر الجيش، اقترب من نيل غالبية مطلقة في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي. وكان يتوقع أن يفوز في جولة إعادة كان تقرر إجراؤها في 29 الشهر الجاري. واختفى وزراء ومسؤولون آخرون عن الأنظار، بينهم قائد الشرطة القضائية. وقال وزير الداخلية فرناندو غوميز إنه يخشى على حياته. وأبلغ نجل رئيس اللجنة الانتخابية دسيغادو ليما دا كوستا محطة إذاعية لم ينقطع إرسالها، بأن جنوداً اقتحموا منزل أبيه ونهبوه، «لكنهم لم يجدوا والدي ولا والدتي اللذين انتقلا إلى مكان آمن». ودانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا محاولة الانقلاب على لسان وزير خارجية ساحل العاج دانيال كبلان دونكان بعدما ترأس اجتماعاً وزارياً للمنظمة الإقليمية حول مالي في أبيدجان. وقال دونكان: «كما تعاملنا بحزم مع قضية انقلاب 22 آذار (مارس) في مالي، سنتعامل بحزم مع ملف غينيا بيساو». ويخيم التوتر منذ أيام على المستعمرة البرتغالية السابقة التي عرفت انقلابات ومحاولات انقلاب عسكرية عدة وأعمال عنف سياسية منذ استقلالها عام 1974. كما تحولت هذه الدولة خلال السنوات الماضية إلى ممر لتجارة الكوكايين بين أميركا الجنوبية وأوروبا. وكانت المعارضة بزعامة الرئيس السابق كومبا يالا دعت أول من أمس إلى مقاطعة الانتخابات، محذرة من المشاركة في الحملة الانتخابية. وتحدث كومبا يالا عن «عمليات تزوير كثيفة» في الجولة الأولى، علماً أنه نال نسبة 23,26 في المئة من الأصوات، في مقابل 48,97 في المئة لغوميز.