تحرّك وسطاء أفارقة أمس لتفادي دخول السودان ودولة جنوب السودان في حرب واسعة النطاق على حدودهما، لكن تصريحات مسؤولي البلدين أعطت انطباعاً بأن الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر وليس إلى التهدئة. وفي حين أعلنت الخرطوم أن قواتها اقتربت من استعادة منطقة هجليج النفطية الواقعة ضمن حدود دولة السودان، والتي استولى عليها الجيش الجنوبي الثلثاء، واتهام الرئيس عمر البشير جارته الجديدة باختيار «طريق الحرب»، رد رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت برفض سحب قواته من هجليج، رابطاً أي انسحاب منها بانسحاب الجيش السوداني من منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين. وراجت معلومات في الخرطوم مساء أمس عن أن قوات الجيش السوداني ومتطوعي قوات الدفاع الشعبي التي تساندها في العمليات، تقدمت بالفعل داخل منطقة هجليج لاستعادتها من سيطرة الجنوبيين، وأن الخرطوم لا تريد إعلان خطوة تحريرها قبل استكمال تأمينها وإبعاد الجيش الجنوبي قرابة سبعين كيلومتراً خارج حدودها لمنع تكرار الهجوم عليها. وقال الرئيس البشير أمس، إن «إخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذاً لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم في أثناء الحرب الأهلية»، متهماً حّكام الجنوب بأنهم «لا يفكّرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان». واعتبر وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين أن الهجوم على هجليج جزء من مخطط من ثلاث مراحل تسعى حكومة الجنوب والحركات المتمردة بموجبه إلى الاستيلاء على السلطة في الخرطوم بعد اطاحة نظام البشير. وفي جوبا، أعلن سلفاكير ميارديت، أمام برلمان بلاده أمس، أنه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة هجليج. وأكد أنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيرسل جيش جنوب السودان إلى منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع السودان في حال لم تنجح الأممالمتحدة في إخلائها من القوات السودانية التي سيطرت عليها منذ أيار (مايو) 2011. ونقلت «فرانس برس» عن سلفاكير قوله للبرلمانيين الجنوبيين، أنه أكد لبان كي مون في اتصال هاتفي «أنه اذا لم تسحب قوات البشير من أبيي سنعيد النظر في موقفنا وسنتقدم باتجاه أبيي». وأكد أنه قال أيضاً لبان «لست تحت أوامرك». وفي إطار متصل، قال وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين إن الجيش السوداني قصف صباح أمس مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الجنوبية التي تبعد 60 كيلومتراً من الحدود السودانية.