اختتمت يوم الأربعاء الماضي أعمال مؤتمر «اللغة العربية ومواكبة العصر» الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة وشارك فيه 66 باحثاً وباحثة من مختلف الدول، وقدمت خلاله أبحاث ودراسات مهمة حول واقع اللغة العربية. فمن أهم الأوراق التي طرحت ورقة بعنوان «في تعريب العلوم .. إشكاليَّة تعريب المصطلح العلمي» قدمت تصوراً نظرياً لصناعة المعجم المختص من خلال تحديد مجموعة من الأسس والقواعد المنهجية التي ينبغي الالتزام بها. وناقش المؤتمر التحديات التي تواجه اللغة العربية في التعليم العالي بغرب أفريقيا، وخلص مشاركون في هذا المحور إلى وجود تحدِّيات خاصَّة أو مباشرة تشمل التحدِّي العلمي، «المتمثل في التقليل من شأن اللغة العربية والتنفير من تعلُّمها بأساليب متعدِّدة في أوساط كثير من المثقَّفين ورجال التعليم العالي بغرب أفريقيا من المتأثِّرين بمواقف المستشرقين المتشدِّدين، ومن المُتَغرِّبين، وتشويه تاريخ اللغة العربية وحضورها القويّ في المنطقة ومحاولات عَلْمَنَة اللغة العربية؛ بتجريدها عن الإسلام من جانب بعض «المأجورين». ومن الأبحاث التي قدمت بحثاً حول مواجهة تحديات التعليم الإلكتروني، بين سعى الدول المتقدمة لإعادة هيكلة التعليم الإلكتروني. وطرح البحث تساؤلات حول موقع اللغة العربية، ومؤهلاتها من التعليم الالكتروني، ومن مواجهة موجة الحداثة، والحلول المقترحة للرقي بها. وناقش مؤتمر اللغة العربية المحاولات الجديدة لترقيم اللغة الأم في الوطن العربي، والحلول المقترحة لذلك. بدوره اعتبر الأديب حمد القاضي التوصيات التي خرج بها المؤتمر «بالغة الأهمية للحفاظ على لغتنا العربية ونشرها وترسيخ التخاطب بها من الأجيال الجديدة تحديداً»، مشيراً إلى أن التوصيات جاءت نتيجة محصلة تسع جلسات شارك فيها حشد من الباحثين والباحثات السعوديين والعرب. ولفت القاضي، الذي شارك في رئاسة إحدى جلسات المؤتمر، إلى أن الجامعة الإسلامية «وفقت في عقد هذا المؤتمر الذي جاء في وقته واعتبره من أهم الملتقيات الثقافية التي شهدتها الجامعات السعودية والعربية في هذا العصر، بوصف هذا المؤتمر تناول أحد أهم رموز أمتنا وهو لغتها وسبل الحفاظ عليها ونشرها وانتشارها في عصر العولمة الذي يتوجه نحو إذابة الهويات واللغات، ما لم تحافظ وتحرص أية أمة على لغتها وهويتها»، مطالباً المؤسسات التعليمية والشركات والفنادق في العالم العربي بتطبيق توصيات المؤتمر، التي نصت على الحرص على التخاطب باللغة العربية، وضرورة المحافظة عليها».