جدّدت جمعية «التراث الوطني الفلسطيني» في لبنان نشاطاً دأبت عليه كل سنة بتخصيص أسبوع لفلسطين على أجندات اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ذكرى «يوم الارض»، لإبقاء القضية حيّة في الذاكرة. وككل سنة، خرجت المطرزات المشغولة بحكايات النسوة عن الوطن السليب والصور التي تؤطر مشاهد يعمل على إخفاء معالمها، والأطعمة يجري طمس هويتها لتتوزع في قاعات ال»يونيسكو»، وفي الجامعة الاميركية للثقافة والتعليم. وأُضيف الى النشاطات تكريم للفنان الفلسطيني غسان مطر، الذي حضر خصيصاً للمناسبة من مكان اقامته في القاهرة ليستعيد مع حضور غصت به ال»يونيسكو» فيلم «كلنا فدائيون» الذي لعب فيه دوراً بطولياً عام 1968 مسطراً بداية صناعة سينما فلسطينية. واستضاف الاسبوع الفلسطيني ناشطتين في مجال التوعية بسرطان الثدي، جاءتا من قطاع غزة هما إيمان شنن وإنجي غرما، وأحيا الشاعر أنور الخطيب، الذي حضر من مكان اقامته في الامارات، أمسية شعرية كانت مسك ختام الاسبوع. في حرم الكلية الفندقية التابعة للجامعة الاميركية للثقافة والتعليم، في محلة الحدث، وهي المنطقة التي شكلت للمفارقة خط تماس لحرب أهلية في لبنان، صدحت اصوات فرقة «حنين» التراثية الفلسطينية بأناشيد الثورة. فغنى محمد الآغا «طل سلاحي» و»طالعلك يا عدوي»، و»عهد الله ما نرحل»، و»علي الكوفية علي»، وغنت الفرقة لرام الله والقدس وعكا وحيفا، فيما تطوع الفنان جهاد عقل لتقديم مقاطع موسيقية ساحرة على كمانه. وكانت صحون «الفريكة» و»الدجاج المسخن» و»البصارة» من المأكولات الفلسطينية التي توزعت على الطاولات من صنع أنامل سيدات فلسطينيات وتلامذة الفندقية، فيما كانت فتيات بعباءات تراثية عمر بعضها لا يقل عن 80 سنة «يدبكن» على أنغام الاغاني الحماسية ملوّحات بالكوفية. لبّى الدعوة إلى «ليلة حنين الى فلسطين» سفير السودان لدى لبنان، الى جانب السفير الفلسطيني أشرف دبور، وممثلون لسفارات روسيا والمغرب وسلطنة عمان والاردن وايران، الى جانب ممثلين للفصائل الفلسطينية ومسؤول عن الملف الفلسطيني في «حزب الله». لكن «بناء الجسور» الذي أراده منظمو النشاط بدا غير مكتمل لغياب ديبلوماسي ذي ثقل وغياب لبناني، لا سيما جيل الشباب.