رياضتنا، وكرة القدم أصابها اليأس من إمكان استقطاب الشركات والبنوك لدعم الشباب والمناشط الرياضية، خصوصاً بعد سنوات طويلة من المحاولات المتكررة، فالبنوك والشركات السعودية اتخذت موقفاً ثابتًا تجاه عدم الدعم، وأظنه من أكثر المواقف ثباتاً في قراراتهم على مدى التاريخ، وعلى رغم المطالبات والمحاولات من أجل تغيير هذا الموقف، فإن هذه البنوك والشركات لم تغير من موقفها البطولي، ولم تغير نظرتها لدعم الرياضة والشباب. لذلك من غير المعقول، أن ننتظر هذه الشركات والبنوك على أمل أن تتغير نظرتهم تجاه الشباب والرياضة، لأننا سنضطر للانتظار لسنوات طويلة جداً، خصوصاً إذا كان الأمر متوقفاً على قرارات مجالس إدارات هذه الشركات والبنوك، ما لم يكن هناك قرار يجبرهم على ذلك. في محاوله للبحث عن حل بديل لهذه المشكلة، وجدت ان هناك شريحة لا بأس بها من المجتمع تهتم بهواياتها وتصرف آلاف الملايين لدعم هذه الهوايات، ومن ضمنهم هواة اقتناء الإبل الأجمل عطفاً على تسمية المهرجان الذي يهتم بهذه الهواية «المزايين»، وهو سوق في السعودية يقدر حجم تداولاته بآلاف الملايين والأسباب كثيرة منها ماهو معلوم، ومنها ماهو عكس ذلك على الأقل بالنسبة إلي. بعدما يئست من مشاركة الشركات الكبرى والبنوك في دعم الرياضة فكرت في أن تستفيد الرياضة السعودية من هذا الكم الهائل من الملايين التي تصرف على الإبل في السعودية. ووجدت ان هناك طريقة ممكنة للاستثمار في هذا الحدث، إذ اقترح على رؤساء الاندية السعودية ان يستحدثوا في انديتهم قسماً معنياً بالإبل، وأن يتعاقدوا مع خبراء الإبل، ومع مصورين عالميين ليأخذوا أجمل الصور لها، وابتداء من المزاين المقبل تشارك الاندية بإبلها، وتبيع هذه الإبل بالملايين لكي تستطيع أن تلبي حاجات الشباب السعودي الرياضي داخل هذه الاندية، خصوصاً أن المتابع لسوق انتقالات الإبل بين هواة تجميعها يعرف بأن قيمة فحل من الدرجة الثالثة، أو الرابعة قد تغطي مصروفات نادٍ كنادي الرياض لمدة 5 سنوات على الأقل. هناك أيضًا فوائد متبادلة، فالأندية تملك خبرة في إقامة المعسكرات الطويلة، وهذا من شأنه أن يغير مفاهيم كثيرة لدى أصحاب المخيمات الضخمة التي تعج بأنواع البذخ والتبذير. وسيرون أن الاندية، وهي تُقيم معسكرات إبلها في مسابقة «المزاين» أنها ستكون وفق حاجاتها بأقل التكاليف لأن الأندية غالباً لا تعرف أسلوب «الهياط»، حتى وإن كانت تعرفه، فمدخولات الأندية لا تكفيها لأن تنافس حجم «الهياط» الموجود في بعض مخيمات المزاين. وإذا عدنا للفكرة سنجد أن تنفيذها يجعلنا نفلح في ضرب أكثر من «بعير» بحجرة واحدة، وبذلك نوجد دعماً للرياضة، بديلاً عن الشركات والبنوك الميؤوس منها، وفي الوقت ذاته سنسهم في تغيير نظرة شريحة كبيرة، ومهمة في المجتمع عن الرياضة والرياضيين فتصبح كرة القدم رمزاً ل«المرجلة والرجولة»، بحكم أنها ارتبطت بالإبل وبتراث الأجداد «الإبلاوي». وعندها أعتقد بأن هناك من سيتحرك ويجبر الشركات والبنوك على دعم الأندية الرياضية، والشباب الرياضي حفاظاً على تراث الإبل. [email protected] @turkialibrahim