طمأن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الى ان الحكومة الجديدة ستبصر النور قبل نهاية الشهر الجاري. وكانت هذه الجملة الوحيدة التي ادلى بها بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في مبنى البرلمان واستمر اللقاء نحو ساعة، غادر بعدها الجانبان سيراً في اتجاه احد المطاعم في محيط ساحة النجمة حيث تناولا طعام الغداء. ولم يشأ الحريري الإدلاء بأي تصريح واكتفى بالابتسام. وكان بري استأنف «لقاءات الاربعاء» النيابية التي كان اعتمدها في المجلس السابق، والتقى في المجلس عدداً من النواب من مختلف الكتل النيابية، وأكد امامهم انه «متفائل بالنسبة الى موضوع تأليف الحكومة، وأن لا شيء يمنع من ان تشكل الحكومة الجديدة قبل نهاية هذا الشهر»، مشيراً الى «الجهود التي يبذلها، في هذا الاطار، مع الجميع. وجدد القول: «ما زلنا في الفترة الطبيعية لتأليف الحكومات في لبنان». وتحدث عن «مزج الاوراق والمزج داخل الحكومة والمزج في عملية التأليف»، وسأل: «ألم يكن هناك مزج اوراق في نيل الرئيس المكلف سعد الحريري 86 صوتاً وفي نيلي انا 90 صوتاً؟». ولفت الى ان «الجميع يطالب بحكومة وحدة وطنية»، مشيراً، في هذا المجال، الى «تكرار كلام الرئيس المكلف وتأكيده ذلك». وقال: «امام المجلس النيابي الجديد مهمات كثيرة ومهمة وسنكون في ورشة برلمانية وتشريعية حقيقية بعد تأليف الحكومة». وشملت لقاءات بري: اكرم شهيب، عباس هاشم، اميل رحمة، انور الخليل، مروان حماده، قاسم هاشم، علي حسن خليل، علي خريس، ياسين جابر، حسن فضل الله، علي بزي، هاني قبيسي، غازي العريضي، محمد الحجار، عبدالمجيد صالح، عبداللطيف الزين، عاطف مجدلاني، محمد قباني، محمد رعد ومروان فارس. ونقل النواب استغرابه الكلام عن تأخير تشكيل الحكومة، مذكراًً بأن تشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى استغرق 60 يوماً، وحكومته الثانية 52 يوماً اما اذا احتسبنا ان الاسبوع الاول من تشكيل حكومة الحريري كان حراكه خارجياً فيكون مضى فقط اسبوعان، لافتاً الى ان التشكيلة المقبلة ستنعكس ايجاباً على الاجواء الاقليمية وليس العكس آملاً بانفراج اقليمي قريب. ورداً على سؤال طرحه احد النواب عن ان التأخير في تأليف الحكومة ناجم عن انتظار الخارج، اكد بري «ان «هالمرة مش ظابطة معهم»، الخارج ينتظرنا وليس العكس، وفي المقدمة الاخوة في سورية والمملكة العربية السعودية لدعم لبنان في شتى المجالات التي يحتاج اليها». وتلقى بري برقية من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون مهنئاً بإعادة انتخابه رئيساً للمجلس، «وأتطلع الى متابعة العمل معكم ومع القيادات اللبنانية الاخرى من اجل سيادة لبنان واستقراره ووحدته واستقلاله السياسي استناداً الى اتفاق الطائف والقرارات الدولية. وكما تعلمون هنأت الشعب اللبناني بالانتخابات النيابية التي أُجريت بسلام وإني واثق بأن كل الاطراف سيتعاونون في تأليف الحكومة التي تضمن استقرار لبنان. وآمل ان يتيح ذلك للبنان أن يفتح صفحة جديدة من التفاهم بين اللبنانيين». وفي المواقف من تشكيل الحكومة، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية أنور الخليل «أن جهد بري منصبّ في اتجاه إزالة كل المعوقات أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية تؤمّن الشراكة الحقيقية للجميع من دون استثناء»، داعياً «الى إعطاء الرئيس المكلف كل الوقت وعدم إحراق المراحل». ورأى عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي أحمد فتفت، «ان الحريري ما زال في فترة السماح، وسيعتمد ثلاثة منطلقات لتأليف هذه الحكومة: دور الاكثرية النيابية كأكثرية فازت في الانتخابات، ويجب ان تكون اكثرية في مجلس الوزراء، ودور الاقلية هي في ان تكون بمشاركة فعلية انما من دون منطق تعطيلي او ثلث معطل، مع دور أكيد وخاص وفاعل لرئيس الجمهورية في الحكومة». ورأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي فريد الخازن ان «تشكيل الحكومة لا يزال ضمن المهلة الطبيعية»، ولفت الى ان «اللقاء بين النائبين ميشال عون ووليد جنبلاط وارد وستكون له إيجابيات على المصالحة اللبنانية». واعتبر رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» النائب دوري شمعون ان «هناك اجواء ايجابية بدأت تحيط بموضوع تشكيل الحكومة، والمعارضة بدأت تقتنع بعدم جدوى التمسك بنظرية الثلث المعطل، لأن هذا خروج عن الدستور، وكذلك بالنسبة الى قضية النسبية». واعتبرت حركة «التجدد الديموقراطي» برئاسة الوزير نسيب لحود ان «تبني خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية يتطلب التوفيق بين حاجة الاكثرية المنبثقة من الانتخابات الى صيغة تكفل لها الوفاء بفاعلية ومن دون تعطيل بمقتضيات التفويض الشعبي الذي نالته، وبين مطلب الاقلية المشاركة في القرارات الاساسية من دون تهميش لوجهة نظرها». ورأت «الجماعة الاسلامية» في بيان «ان تذليل الصعوبات التي يواجهها الرئيس المكلف يحتاج الى اعتراف الجميع بنتائج الانتخابات النيابية والتعامل مع الامور بطريقة تنسجم وحقيقة ان لبنان قائم على اساس التوافق».