واشنطن – أ ف ب، رويترز - شككت طهران أمس، في مشروع الاتفاق على تنفيذ مهمة تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لتأمين الوقود لمفاعل البحوث الطبية في العاصمة الإيرانية، ما يتناقض مع تأييد الرئيس محمود احمدي نجاد في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، عشية المفاوضات التي أجرتها مع مجموعة الدول الست الكبرى في جنيف، إبرام اتفاق مماثل لتهدئة أزمة البرنامج النووي لبلاده. واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس الدول الغربية ب «خداع» بلاده، عبر مشروع الاتفاق الذي قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ووافقت عليه واشنطن وموسكو وباريس أول من أمس، فيما أجّلت طهران ردها الى منتصف الأسبوع المقبل. وقال لاريجاني: «يريد الغرب ان يأخذنا في الاتجاه الذي يريده كي يخدعنا ويفرض علينا شروطه». وأكد ان قواعد الوكالة الدولية تفرض تزويد الدول الغربيةإيران وقوداً نووياً لمفاعلها الخاص بالبحوث من دون مقابل. وأضاف: «لا نرى صلة بين منحنا وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة في مقابل إعطائهم اليورانيوم الذي نخصّبه بنسبة 3.5 في المئة. يريد الغرب ان يضع يده على اليورانيوم الإيراني المخصب وحرماننا منه بحجة تزويدنا الوقود لمفاعل طهران». ولم تُكشف تفاصيل مشروع الاتفاق، لكن فرنسا لمحت الى انه يدعو ايران الى تسليم اكثر من 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب في مفاعلها في ناتانز الى روسيا بحلول نهاية السنة، تمهيداً لتخصيبه بنسبة 20 في المئة، ما يمنح إيران، كما أكد علي باقري أحد مفاوضيها، 110 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، تكفي لتغذية مفاعل البحوث لفترة تتراوح بين 10 سنين و15 سنة. ورأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي ان من الأنسب لإيران شراء اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة من الخارج مباشرة، وأن تبقي التخصيب لديها بنسبة 3.5 في المئة الذي «نحتاج إليه لتأمين وقود لمنشأة اراك النووية التي تنتج طاقة بقوة 40 ميغاواط ومنشأة دارخوفين (جنوب غربي) التي تشيّد الآن لانتاج طاقة بقوة 360 ميغاواط». في غضون ذلك، أعلن مدير معهد العلوم النووية الإيراني محمد قنادي ان المعهد يسعى الى إنشاء مخازن تعمل بالطاقة الذرية لاستخدامها في حفظ المحاصيل الزراعية من التلف والتعرض للحشرات والمواد المؤذية. وأشار الى ان المعهد توصل الي طريقة لانتاج حمضيات من دون نواة، وزيادة محصول الرز والقمح والشعير باستخدام الأشعة الذرية. الى ذلك، يصل الى طهران اليوم وفد من الوكالة الدولية يضم أربعة مفتشين لتفقد منشأة فردو قرب مدينة قم (جنوب) والتي تستطيع استيعاب ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، علماً ان كشف وجود المنشأة نهاية أيلول زاد قلق الغرب من طبيعة البرنامج النووي لإيران. وتستغرق زيارة المفتشين لإيران ثلاثة أيام، وتنحصر مهمتهم في تفقد المنشأة. وفي حديث أدلى به الى صحيفة «واشنطن بوست»، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن على إيران ان توافق على وقف كل نشاطات تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق تبرمه مع الدول الغربية. وقال: «يهدف التخصيب الى تطوير إمكانات لصنع أسلحة نووية، لذا يجب ربط أي حل بوقف التخصيب». وشدد على ان قيادة الولاياتالمتحدة للجهود الديبلوماسية المبذولة لمعالجة مشكلة الملف النووي الإيراني، تشكل «الوسيلة المثالية لوقف الخطر». وناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي أجراه أمس بنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي مستجدات هذا الملف، وأكدا تطابق وجهات نظرهما. كما رحب أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف بنتائج المشاورات التي أجريت حول الملف في فيينا، وأمل الرئيس الأميركي برد إيراني «إيجابي» على مشروع الاتفاق. على صعيد آخر، يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران غداً على رأس وفد سياسي - اقتصادي رفيع المستوى يضم 200 شخص بينهم 18 نائباً. وسيلتقي خلال زيارته التي تستمر حتى الأربعاء، كلاً من نجاد ونائبه الأول محمد رضا رحيمي ولاريجاني ووزير الخارجية منوشهر متقي.