قُتل حوالى 100 ضابط وجندي باكستاني إثر انهيار ثلجي في مرتفعات سياتشين غير المأهولة التي تعتبر امتداداً لقمم جبال هيمالايا، وتشكّل أعلى ساحة حرب في العالم. ووقع الانهيار في ساعات الفجر الأولى أمس حين كان الجنود نياماً في معسكرهم، وفق تصريحات الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء أطهر عباس، الذي أوضح أن الحادث وقع في منطقة جاياري القريبة من سكاردو في مرتفعات سياتشين قرب الحدود مع الصين. وهرعت مروحيات مدعومة بكلاب البوليسية إلى المكان لمحاولة انتشال أي من الجثث أو العثور على أحياء تحت الثلوج التي تراكمت على المعسكر. وتصل درجات الحرارة في مرتفعات سياتشين إلى 74 درجة مئوية تحت الصفر، كما تعاني المنطقة من صعوبة في طرق التموين، حيث تعتمد القوات الباكستانية هناك على إمدادها من خلال مروحيات صغيرة. يذكر أن القوات الهندية سيطرت على جزء من منطقة سياتشين عام 1984، أثناء انغماس باكستان بالحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. كما تعتبر المنطقة استراتيجية لباكستان لقربها من طريق كاراكورام الذي يصلها بالأراضي الصينية، وتمر عبره الشحنات التجارية من الصين وإليها عبر الأراضي الباكستانية.ووفقاً لما أعلنه اللواء عباس، أن بين الضحايا ضابطاً برتبة مقدم، والجنود الذين غطت معسكرهم الانهيارات الثلجية هم من وحدات المشاة الخفيفة التابعة لفيلق الشمال. يذكر أنه يتوجب على الجنود المرابطين في المناطق الثلجية العالية استخدام أقنعة للتزود بالأوكسجين نظراً للارتفاعات العالية حيث يقيمون وتصل أحياناً إلى أكثر من 8 آلاف متر. ويقدّر عدد القوات الهندية والباكستانية في المنطقة بين 10 و20 ألفاً. ويقول خبراء عسكريون إن ضحايا قسوة المناخ والتضاريس المهددة بانهيارات جليدية أكثر من ضحايا إطلاق النار.