قالت مصادر ديبلوماسية في طهران امس، إن الحكومة الايرانية رفضت اقتراحات غربية بنقل مكان عقد محادثات ايران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، الى عاصمة اوروبية، بعد رفض طهران الاجتماع في اسطنبول، فيما اعتبر مسؤول روسي أن إيران تستخف بسيناريو الضربة العسكرية، وتكرر خطأً ارتكبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ويُجري علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، مشاورات مع هيلغا شميت، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، في شأن تحديد مكان الاجتماع، اذ اقترح الاتحاد النروج وسويسرا وفيينا، بدل اسطنبول، لكن ايران رفضت، مقترحة بغداد والهند والصين. وقال النائب اسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) الايراني، ان بلاده كانت اقترحت اسطنبول للقاء، «لكن المواقف التركية الخاطئة إزاء التطورات السورية، جعلتنا نفكّر في تغيير مكان الاجتماع»، لافتاً الي ان طهران اقترحت بغداد والهند وسورية ولبنان، لاستضافة المحادثات. ونقلت وكالة «مهر» عن كوثري ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «خسر موقعه السياسي»، معتبراً أن على تركيا أن «تخجل لاستضافتها أعداء سوريين»، في اشارة الى مؤتمر «اصدقاء سورية» الذي عُقد في اسطنبول أخيراً. وأفاد موقع «مشرق نيوز» القريب من «الحرس الثوري»، بأن ايران منزعجة من استضافة الحكومة التركية مؤتمر «أصدقاء سورية» الذي اعترف ب «المجلس الوطني السوري»، ورأى في ذلك «خطوة معارضة لسياسة ايران التي تساند حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأوردت وسائل إعلام ايرانية ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ناقش في اتصال هاتفي مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، «التطورات الثنائية»، مشيرة الى انه وصف طلب طهران عقد المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في بغداد، بأنه «ذكي». ونسبت الى داود أوغلو تشديده على أن «العلاقات التركية - الإيرانية استراتيجية وأخوية»، مبدياً «استعداد بلاده لاستضافة الجولة الجديدة من المحادثات بين ايران والدول الست». وأشارت وسائل الإعلام الايرانية الى ان السفير التركي في طهران التقى مسؤولاً في المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، و «قدّم تفسيراً في شأن مواضيع انتشرت في وسائل إعلام غربية، حول تصريحات المسؤولين الاتراك اخيراً»، في اشارة كما يبدو الى كلام اردوغان الخميس، اذ اتهم طهران ب «عدم الصدق» في ملفها النووي، معتبراً انها «تخسر مكانتها». ونسبت تلك الوسائل الى السفير التركي تأكيده أن الرئيس التركي عبد الله غل وأردوغان «يقدران قائد الثورة الاسلامية في ايران (علي خامنئي) والرئيس الايراني (محمود أحمدي نجاد)، ويدعمان السياسة الحكيمة لإيران». روسيا في غضون ذلك، اعتبر أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي، أن «إيران تستخف بجدية التهديد العسكري» الذي تواجهه، مشيراً الى أنها «لا تعي التهديد في شكل كامل، وتكرر خطأ الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين عندما لمّح للعالم بامتلاكه أسلحة دمار شامل، وتلاعب بالمجموعات الموجودة في أميركا، ودفعها الى درس التهديد المتأتي من العراق». وقال خلال ندوة في مجلس الدوما عنوانها «المسألة الإيرانية والسياسة الخارجية لروسيا»: «بعد الضربات الجوية، اذا نُفذت، ستخضع إيران، أو جزء من أراضيها، لاحتلال في عملية برية، لتدمير برنامجها (النووي)، أو سنُوَاجَه بإيران تعرّضت لقصف، وباتت مُصمّمة على الرد». وأضاف: «الجراحة التجميلية التي يستعد لها الرأي العام، قد تتدهور إلى حرب إقليمية واسعة». ولم يستبعد بوشكوف أن يصبح الملف النووي الإيراني «أهم القضايا الدولية عام 2012»، مشيراً الى «احتمال تفاقم القضية الإيرانية، لتصبح أكثر دراماتيكية من القضية السورية». واعتبر أن «التطور اللاحق للأحداث، سيتعلق إلى حد كبير بنتائج المحادثات» المقررة الأسبوع المقبل. في بكين، حذر تشين شياو دونغ، رئيس قسم شؤون غرب آسيا وشمال افريقيا في الخارجية الصينية، من «عواقب مروعة» لأي ضربة لإيران، فيما شدد ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للإرهاب والاستخبارات المالية، على أنه لن يأسف للصعوبات التي تواجهها مصارف في التعامل مع ايران، مُذ شددت واشنطن عقوباتها على طهران. الى ذلك، أعلن رئيس الأركان الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس أن بلاده تبنّت «سياسة ردع جديدة»، تشمل «رداً يستهدف طهران، في مقابل أي هجوم قد يشنّه عملاء ايرانيون على أهداف اسرائيلية في العالم».