يستكمل الكاتب والباحث جابر عصفور في كتاب «القص في هذا الزمان» (الدار المصرية اللبنانية - القاهرة) دراسته التأصيلية، المراوحة بين التنظير والتطبيق، لفنون السرد المعاصر. ينقسم الكتاب إلى جزءين: الأول اشتمل على «مفتتح» و«تأصيل» بعنوان «ابتداء زمن الرواية... ملاحظات منهجية»، وهما أشبه بتمهيد نظري طويل ومفصّل، عالج فيه عصفور عدداً من القضايا الإشكالية المتعلقة بنشأة الرواية العربية، وموضوعاتها التي ارتبطت بها وتقاطعها مع غيرها من المسائل المتعلقة بتأصيل نوع أدبي جديد في التربة العربية. أما الجزء الثاني، وعنوانه «قراءات»، فيضم جانباً من الدراسات المتصلة والقراءات النقدية التطبيقية التي قدمها عصفور لعدد من أبرز النصوص والروايات العربية التأسيسية مثل «زينب» لمحمد حسين هيكل، «عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم، «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، مروراً بأعمال الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال»، ويوسف إدريس، ويحيى الطاهر عبد الله، وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطي، ويوسف القعيد، وصولاً إلى محمود الورداني، ومكاوي سعيد، وسحر الموجي. وياتي كتاب «القص في هذا الزمان» كحلقة ممتدة من حلقات مشروع نقدي طموح، سعى إليه عصفور، وما زال يستكمله لدراسة شاملة لفنون السرد العربي المعاصر، روايةً وقصةً، تنظيراً وتطبيقاً، تأصيلاً ومقارنة، إضافة إلى كتبه ودراساته الأخرى، ومنها: «نحو ثقافة مغايرة»، «في محبة الشعر»، و«غواية التراث»، و«دفاعاً عن التراث»، و«نجيب محفوظ: الرمز والقيمة»، فضلاً عن كتاب «زمن جميل مضى» الذي سجل فيه عصفور جانباً من سيرته الذاتية.